أمنازل الأحباب ما فعل الألى – إبراهيم اليازجي

أمنازل الأحباب ما فعل الألى … كنا عهدناهم بربعك أولا

وعلام تنزلك الركاب طلائحاً … أترى تصادف للتقية منزلا

ما تصلحين لغير وقفة عاشق … يدعو فيرجع خاشعاً متذللا

لله دمعي في حماك وصبوتي … أرأيت قبلي نائحاً متغزلا

وخفوق قلبي بالشجون فهل ترى … يبغي لحاق الحي حيث تحملا

هيهات دون الراحلين مفاوز … يمسي بها طرف القطاة مضللا

وعلى الهوادج كل سيف لامع … أترى يحاول بينها متخللا

الله أكبر يا نياق تركتني … بالشوق أحير منك في تلك الفلا

خلفت لي ما تشتهين قليلة … من ماء دمع لا يزال مسلسلا

أبداً أحن ولا حنينك هائماً … أسقي المرابع دمعي المسترسلا

حالت ليالينا فبدل طيبها … شجوا وشأن الدهر أن يتبدلا

وأرتني الأحداث كل غريبة … تركت قذالي كالثغامة أشعلا

ونبذت صبري في الخطوب فزدنني … نصباً فألفيت التصبر أجملا

محن أرقت بها فلم أنفك في … ليل من الغمرات أدهم أليلا

حتى تجلى وجه صبحي فانجلى … وجه الأماني مشرقاً متهللا

وتساقطت شهب النحوس أو أفلاً … لما رأين الليل أدبر مجفلا

أحبب بطلعته وشمس خلافة … بعثت به فأنار أجفان الملا

سطعت أشعته وطيب ثنائه … فهناك نور فوق نور يجتلى

هذا وزير الملك ذو الشرف الذي … يزري الثريا والسماك الأعزلا

أمضى من السهم المذلق نظرة … في كل مشكلة وأفتك مقتلا

وأسد من عرك الأمور تصرفاً … في حين لا يجد اللبيب معولا

ولي البلاد فكان فيها عدله … ظلاً وكان الأمن فيها منهلا

أبداً يراعيها بطرف ساهر … حلف الحفاظ عليه أن لا يغفلا

فصل الخطاب إذا قضى وإذا انبرى … يحكي بهمته القضاء المنزلا

وإذا يقوى تناثرت من لفظه … درر تقلدها المعاصم والطلى

تهوي النفوس عليه من الطافه … فتردها عنه المهابة والعلى

وتشاهد الأسياف من آرائه … ما لو تعمد حدها لتفللا

يا زائراً بيروت قد أوليتها … فضلاً يحق له التذكر والولا

حارت فما تدري اتفخر عزة … بك أم تؤاخذ بالقصور فتخجلا

حظ أصاتبه لديك وهكذا … ما زال دأبك في الورى أن تعدلا

فاضت بك البركات بين ربوعنا … حتى تجاوز فيضهن المأملا

أجرت علينا عارضاً مستقبلاً … لاقي بفضلك عارضاً مستقبلاً

وكسا مرابعنا الربيع مطارفاً … فلبستها لما رأينك مقبلا

وتبسمت تلك الزهور فكلها … بالدر لاح مقلدا ومكللا

فحكت ثناك وذي عجالة قاصر … لو راح يقضى دهره لاستعجلا

حاولت أن أثني عليك فخانني … قلم أراه غدا بكفى مغزلا

فرايت مدحك لا تفيه عبارة … ورأيت مدح الأكثرين تمحلا

وعذلت تقصيري بوصفك عاجزاً … وعلمته فعذرتني متفضلا

ولعل عجزي في مديحك ناطق … عني بأفصح من ثناي وأطولا

والصبح أوضح من مقالة قائل … لاح الصباح إذا تألق وانجلى