أمساور أم قرن شمس هذا – المتنبي

أمُساوِرٌ أمْ قَرْنُ شَمْسٍ هَذا … أمْ لَيْثُ غابٍ يَقْدُمُ الأسْتَاذَا

شِمْ ما انْتَضَيْتَ فقد ترَكْتَ ذُبابَهُ … قِطَعاً وقَدْ تَرَكَ العِبادَ جُذاذا

هَبكَ ابنَ يزْداذٍ حَطَمْتَ وصَحْبَهُ … أتُرَى الوَرَى أضْحَوْا بَني يَزْداذَا

غادَرْتَ أوْجُهَهُمْ بحَيْثُ لَقيتَهُمْ … أقْفَاءَهُمْ وكُبُودَهُمْ أفْلاذَا

في مَوْقِفٍ وَقَفَ الحِمَامُ عَلَيهِمِ … في ضَنكِهِ واسْتَحوَذَ اسْتِحْوَاذَا

جَمَدَتْ نُفُوسُهُمُ فَلَمّا جِئْتَها … أجْرَيْتَها وسَقَيْتَها الفُولاذَا

لمّا رَأوْكَ رَأوْا أبَاكَ مُحَمّداً … في جَوْشَنٍ وأخا أبيكَ مُعاذَا

أعْجَلْتَ ألْسُنَهُمْ بضَرْبِ رِقابهمْ … عَنْ قَوْلهِمْ: لا فارِسٌ إلاّ ذَا

غِرٌّ طَلَعْتَ عَلَيْهِ طِلْعَةَ عارِضٍ … مَطَرَ المَنَايَا وابِلاً ورَذاذَا

سَدّتْ عَلَيْهِ المَشْرَفِيّةُ طُرْقَهُ … فانْصَاعَ لا حَلَباً ولا بَغذَاذَا

طَلَبَ الإمارَةَ في الثّغُورِ ونَشْؤهُ … ما بَينَ كَرْخايا إلى كَلْوَاذَا

فَكأنَّهُ حَسِبَ الأسِنَّةَ حُلْوَةً … أوْ ظَنَّها البَرْنيَّ وَالآزَاذَا

لم يَلْقَ قَبلَكَ مَنْ إذا اختَلَفَ القَنَا … جَعَلَ الطّعانَ مِنَ الطّعانِ مَلاذَا

مَنْ لا تُوافِقُهُ الحَياةُ وطِيبُها … حتى يُوافِقَ عَزْمُهُ الإنْفَاذَا

مُتَعَوّداً لُبْسَ الدّروعِ يَخالها … في البَرْدِ خَزّاً والهَواجِرِ لاذَا

أعْجِبْ بأخْذِكَهُ وأعجَبُ منكما … أنْ لا تَكُونَ لمِثْلِهِ أخّاذَا