أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ – ابن معصوم المدني

أما الصَّبوحُ فإنَّه فَرضُ … فالام يكحل جفنك الغمض

هذا الصباح بدت بشائره … ولخيله في ليله ركض

والليل قد شابت ذوائبه … وعذاره بالفجر مبيض

فانهض إلى حمراء صافية ٍ … قد كادَ يشربُ بعضَها البعضُ

يَسقيكَها من كفِّهِ رشأٌ … لدن القوام مهفهفٌ بض

سِيَّان خمرتُه وريقتُه … كلتاهما عِنبيَّة ُ مَحْضُ

تدمي اللواحظ خده نظراً … فاللحظ وجناته عض

من ضمَّهُ فتحَ السُّرورُ له … باباً وكانَ لعيشه الخَفْضُ

باهت وقد أبدى محاسنه … بدر السماء بحسنه الأرض

يسعى بها كالشمس مشرقة ً … للعين عن إشراقِها غضُّ

والكأسُ إذ تَهوي بها يدُهُ … نجمٌ بجنح الليل منقض

بات الندامى لا حراك بهم … إلا كما يتحرك النبض

في روضة ٍ يُهدي لنا شِقها … أرجَ الحبائب زهرُها الغَضُّ

ختم الحَيا أزهارَها فغدا … بيد النَّسيم لخَتْمها فَضُّ

فاشرب على حافاتها طرباً … وانهضْ لها إن أمكن النَّهض

لا تنكرن لهوي على كبري … فعليَّ من عَصرِ الصِّبا قَرضُ

أغرى العذول بلومه شغفي … فكأنما إبرامه نقض

خالفته والرأي مختلفٌ … شأني الودادُ وشأنُه البغضُ

مهلاً فليس على الفتى دنسٌ … في الحبِّ ما لم يَدْنَس العِرضُ