ألمْ تَرَني، مع الأيّامِ، أُمسي – أبوالعلاء المعري
ألمْ تَرَني، مع الأيّامِ، أُمسي … وأُضْحي بَينَ تَفليسٍ وحَجرِ؟
توَخَّ الأجرَ في وحشٍ وإنْسٍ، … ففي كلّ النّفوسِ مَرامُ أجر
ولا تَجْنُبْنيَ الإحسانَ ضَنّاً، … إذا ما كانَ نَجرُكَ غَيرَ نجري
وإن هَجَرَ المُجاوِرُ، فاهْجُرَنْهُ، … ولا تَقذِفْ حَليلَتَهُ بهُجر
وخَفْ شَرّ الأصاغِرِ مِن بَنيهِ؛ … وقلْ ما شِئتَ في أُسْدٍ وأَجْر
ولنْ تَلقى، كفِعلِ الخَيرِ، فعلاً، … ولا مثلَ المَثوبَةِ ربحَ تَجر
توقّعْ، بعدَ هذا الغَيّ، رُشداً، … فمن بَعدِ الظّلامِ ضِيَاءُ فَجر
حَشَدْتُ، أو انفَرَدْتُ، فللّيالي … كتائبُ، سوفَ تَطرُقُني بمَجر
فويحَ النّفْسِ منْ أملٍ بَعيدٍ، … لأيّةِ غايةٍ، في الأرضِ، تجري؟
زجرْتُ لكَ الزمانَ، فلا تُضَيّع … يَقينَ عِيافتي، وصحيحَ زجري