ألمْ تربعْ على الطللِ المريبِ، – عمر ابن أبي ربيعة

أـلمْ تربعْ على الطللِ المريبِ، … عَفَا بَيْنَ المُحَصَّب فَالطَّلوبِ

بمكة َ دارساً درجتْ عليهِ، … خلافَ الحيّ، ذيلُ صباً دؤوب

فَأَقْفَرَ غَيْرَ مُنْتَضِدٍ وَنُؤي، … أجدَّ الشوقَ للقلبِ الطروب

كأنّ الربعَ ألبسَ عبقرياً … مِنَ الجَنْدِيِّ أَوْ بَزِّ الجَرُوبِ

كَأَنَّ مُقَصَّ رَامِسَة ٍ عَلَيْهِ … معَ الحدثانِ، سطرٌ في عسيبِ

لِنُعْمٍ إذْ تَعَاوَدَهُ هُيَامٌ … بِهِ أَعْيَا عَلَى الحاوي الطَّبيب

لعمرك، إنني، من دين نعمٍ، … لَكَالدَّاعي إلَى غَيْرِ المُجيب

وَمَا نُعْمٌ وَلَوْ عُلِّقْتُ نُعْماً … بجازية ِ النوالِ، ولا مثيبِ

وَمَا تَجْزِي بِقَرْضِ الوُدِّ نُعْمٌ … وَلاَ تَعِدُ النَّوَالَ إلَى قَرِيبِ

إذا نعمٌ نأتْ بعدتْ، وتعدو … عوادٍ أن تزارَ معَ الرقيب

وإنْ شطتْ بها دارٌ تعيا … عليه أمرهُ، بالَ الغريب

أُسَمّيها لِتَكْتَمَ بِاسْمِ نُعْمٍ … وَيُبْدي القَلْبُ عَنْ شَخْصٍ حَبِيبِ

وَأَكْتُمُ ما أُسَمّيها وَتَبْدو … شواكلهُ لذي اللبّ الأريب

فإما تعرضي عنا وتعدي … بِقَوْلٍ مُماذِقٍ مَلِقٍ كَذُوبِ

فَكَمْ مِنْ نَاصِحٍ في آلِ نُعْمٍ … عَصَيْتُ وَذِي مُلاَطَفَة ٍ نَسِيبِ

فَهَلاّ تَسْأَلي أَفْنَاءَ سَعْدٍ … وَقَدْ تَبْدُو التَّجَارِبُ لِلَّبِيبِ

سبقنا بالمكارمِ، واستبحنا … قُرَى ما بَيْنَ مَأْرِبَ فَالدُّرُوبِ

بِكُلِّ قِيَادِ سَلْهَبَة ٍ سَبُوحٍ … وَسَامي الطَّرْفِ ذي حُضُرٍ نَجِيبِ

وَنَحْنُ فَوَارِسُ الهَيْجا إذا ما … رئيسُ القومِ أجمعَ للهروب

نُقِيمُ عَلَى الخطوبِ فَلَنْ تَرَانَا … نشلُّ نخافُ عاقبة َ الخطوب

وَيَمْنَعُ سِرْبَنَا في الحَرْبِ شُمٌّ … مصاليتٌ، مساعرُ للحروب

ويأمنُ جارنا فينا وتلقى … فَوَاضِلُنا بِمُحْتَفَظٍ خَصِيبِ

ونعلمُ أننا سنبيدُ يوماً، … كَمَا قَدْ بَادَ مِنْ عَدَدِ الشُّعوبِ

فَنَجْتَنِبُ المَقَاذِعَ حَيْثُ كَانَتْ … وَنَكْتَسِبُ العَلاَءَ مَعَ الكَسُوبِ

ولو سئلتْ بنا البطحاءُ، قالت: … هُمُ أَهْلُ الفَوَاضلِ والسُّيُوبِ

ويشرقُ بطنُ مكة حين نضحي … بِهِ وَمُنَاخُ وَاجِبَة ِ الجُنُوبِ

وأشعثَ إنْ دعوتَ، أجابَ وهناً، … عَلَى طُولِ الكَرَى وَعَلَى الدُّؤوبِ

وَكَانَ وِسَادَهُ أَحْنَاءُ رَحْل … عَلَى أَصْلاَبِ ذِعْلِبَة ٍ هَبوبِ

أقيمُ به سوادَ الليلِ نصاً، … إذا حُبَّ الرُّقادُ عَلَى الهَيُوبِ