أللومُ للعاشقينَ لومُ ، – أبو فراس الحمداني

أللومُ للعاشقينَ لومُ ، … لأنَّ خطبَ الهوى عظيمُ

فكيفَ ترجونَ لي سلواً … وَعِنْدِيَ المُقْعِدُ المُقِيمُ؟

و مقلتي ، ملؤها دموعٌ ؛ … وَأضْلُعي، حَشْوُهَا كُلُومُ

يَا قَوْمِ إني امرُؤٌ كَتُومٌ، … تَصْحَبُني مُقْلَة ٌ نَمُومُ

ألليلُ للعاشقينَ سترٌ ، … يَا لَيْتَ أوْقَاتَهُ تَدُومُ

نديميَ النجمُ ، طولَ ليلي، … حتى إذا غارتِ النجومُ

أسلمني الصبحُ للبلايا ، … فَلا حَبِيبٌ، وَلا نَدِيمُ

بـ ” رملتيْ عالجٍ ” رسومٌ ، … يَطُولُ مِنْ دُونِهَا الرّسِيمُ

أنَخْتُ فيهِنّ يُعْمَلاتٍ، … ما عهدُ إرقالها ذميمُ

آجدها قطعُ كلِّ وادٍ ، … أخْصَبَهُ نَبْتُهُ العَمِيمُ

رَدّتْ عَلى الدّهرِ، في سُرَاهَا، … ما وهبَ النجمُ ، والنجومُ

تِلْكَ سَجَايَا مِنَ اللّيَالي، … للبؤسِ ما يخلقُ النعيمُ

بَينَ ضُلُوعي هَوى ً مُقِيمٌ … لآلِ ” ورقاءَ ” لا يريمُ

يُغَيّرُ الدّهْرُ كُلّ شَيْءٍ، … و هوَ صحيحٌ لهمْ ، سليمُ

أمْنَعُ مَنْ رَامَهُ سِوَاهُمْ … منهُ ، كما تمنعُ الحريمُ

وَهَلْ يُسَاوِيهِمُ قَرِيبٌ؟ … أمْ هَلْ يُدَانِيهِمُ حَمِيمُ؟

و نحنُ في عصبة ٍ وأهلٍ ، … تَضُمّ أغْصَانَنَا أُرُومُ

لمْ تتفرقْ بنا خؤول ، … في جذمِ عزٍّ ، ولا عمومُ

سَمَتْ بِنَا وَائِلٌ، وَفَازَتْ … بالعزِّ أخوالنا ” تميمُ ”

ودادهم خالصٌ ، صحيحٌ ، … وعهدهمْ ثابتٌ ، مقيمُ

فذاكَ منهمْ بنا حديثٌ ، … وَهْوَ لآبَائِنَا قَدِيمُ

نَرْعَاهُ، مَا طُرّقَتْ بِحَمْلٍ … أنثى ، وما أطفلتْ بغومُ

نُدْني بَني عَمّنَا إلَيْنا، … فَضْلاً، كمَا يَفْعَلُ الكَرِيمُ

أيدٍ لهمْ ، عندَ كلِّ خطبٍ ، … يثني بها الفادحُ الجسيمُ

وألسنٌ ، دونهمْ ، حدادٌ … لُدٌّ إذَا قَامَتْ الخُصُومُ

لمْ تَنْأ، عَنّا، لَهُمْ قُلُوبٌ، … وإنْ نأتْ منهمُ ، جسومُ

فلاَ عدمنا لهمْ ثناءً ، … كَأنّهُ اللّؤلُؤ النّظِيمُ

لقدْ نمتنا لهمْ أصولٌ ، … مَا مَسّ أعْرَاقَهُنّ لُومُ

تبقى ويبقونَ في نعيمٍ … مَا بَقيَ الرّكْنُ، وَالحَطِيمُ