ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ – محيي الدين بن عربي

ألبستُ جارية ُ ثوباً من الخفرِ … في النومِ ما بينَ بابِ البيتِ والحجرِ

وقبّلتْه فقبّلنا مقبّلهَا … وغبتُ فيهِ عن الإحساسِ بالبشرِ

واستصرختْ في نيات الطوافِ وفدْ … حسرنَ عن أوجهٍ من أحسنِ الصُّورِ

هذا إمامٌ نبيلٌ بينَ أظهرنا … هذا قتيلُ الهوى واللثمِ والنظرِ

قالتْ لها قبليهِ الأمُّ ثانية ً … عساه يحيى كمثلِ النفخِ في الصور

فالنفخُ يخرجُ أرواحَ الورى وبهِ … يحيى إذا دُعيت للنشر من حفر

فعاودتُ فأزالتْ حكم غاشيتي … وأدبرتْ وأنا منها على الأثرِ

أُقبلُ الأرض إجلالاً لوطأتها … حبالَه وأنا منه على حذرِ

من أجل تقييدِه بصورة ِ امرأة ٍ … عند التجلِّي فقلتُ النقصُ من بصري

ونسوة ٍ كنجومٍ في مطالعِها … وأنتَ منهنَّ عينَ الشمسِ والقمرِ

يا حسنها غادة ً كالشمسِ طالعة ً … تسبي العقولَ بذاكَ الغنجِ والحورِ