ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ – محيي الدين بن عربي
ألا يا حَماماتِ الأراكَة ِ والبَانِ … ترَفّقْنَ لا تُضْعِفْنَ بالشجوِ أشجاني
ترَفّقْنَ لا تُظهرنَ بالنّوح والبُكا … خفيَّ صباباتي ومكنونَ أحزاني
أُطارحُها عند الأصيلِ وبالضحى … بحنَّة ِ مشتاقٍ وأنَّة ِ هيمانِ
تَنَاوَحَتِ الأرواحُ في غَيضَة ِ الغَضا … فمالتْ بأفنانٍ عليَّ فأفناني
وجاءتْ منَ الشَّوقِ المبرَّحِ والجوى … ومن طُرَفِ البَلْوَى إليّ بأفْنانِ
فمَن لي بجمعٍ والمحصَّب مِن مِنًى … ومَنْ لي بِذاتِ الأثْلِ مَنْ لِي بنَعْمان
تطوفُ بقلبي ساعة ً بعدَ ساعة ٍ … لوَجدٍ وتبريحٍ وتَلثُمُ أركاني
كما طاف خيرُ الرُّسلِ بالكعبة ِ التي … يقولُ دليلُ العقْلِ فيها بنُقصَانِ
وقبّلَ أحجاراً بها، وهو ناطقٌ … وأينَ مَقامُ البيتِ من قدرِ إنسانِ
فكَم عَهِدَتْ أن لا تحولَ وأقسمتْ … وليس لمخضوبٍ وفاءٌ بأيمانِ
ومنْ أعجبِ الأشياءِ ظبى ُ مبرقعُ … يشيرُ بعنَّابٍ ويومي بأجفانِ
ومَرعاهُ ما بينَ التّرائِبِ والحَشَا … ويا عَجَباً من روضة ٍ وَسَطَ نيرانِ
لقدْ صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورة ٍ … فمَرْعًى لغِزْلاَنٍ وديرٌ لرُهْبانِ
وبَيْتٌ لأوثانٍ وكعبة ُ طائفٍ، … وألواحُ توراة ٍ ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجَّهتْ … رَكائِبُهُ فالحُبُّ ديني وإيماني
لنا أُسْوَة ٌ في بِشْرِ هندٍ وأُخْتِهَا … وقيسٍ وليلى ، ثمَّ مي وغيلانِ
كلمات: محمد بن عبدالله باحسين
ألحان: عبدالله الفرج