ألا يا أَيُّهَا الشَّاكِ – ابن الرومي
ألا يا أَيُّهَا الشَّاكِ … رُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى … لأهل الصفح والمنحِ
فأَمِّلْ خير مأمولٍ … لحمْلِ الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ … فحاشاهُ مِن النَّزْحِ
ومن أن يرجع المَاتِ … حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ اللَّه … عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ … طويلٌ أَيَّمَا سَبْحِ
غدا الشِّعْرُ لنا سَمْحاً … بحمد السَّيِّدِ السَمْحِ
نَأتي فيهِ إسجاحاً … بلا كَدٍّ ولا كدحِ
ولَوْلاَهُ لما دَانَ … وَلاَ لاَنَ على المسْحِ
حَبَا اللَّهُ أَبَاً أدَّا … هُ بالنَّصْر وبالفتْحِ
ولا أعْرَاهُ مِنْ عَيْشٍ … كظل السِّدْرِ والطَّلْحِ
بما يَجْبُرُ مِنْ كسْرٍ … وما يَدْمُلُ من جُرْحِ
فقدْ أضْحَى به المُلْكُ … مَحُوطاً آمِنَ السرحِ
وزيرٌ ناصِحُ الجيْب … نَقِيُّ الصدْر والكَشْحِ
حليمٌ راجِحُ الحِلم … حمِيٌّ صادق الضَّرْحِ
علتْ حالاه من سُخْطٍ … وَمَرْضَاة ٍ عن المزْحِ
فما يُضْرَمُ بالنَّفْخِ … ولا يُطْفَأُ بالنَّضْحِ
وكم في السيف من لين … وكم في السيف من ذبحِ
فَقُولاَ لِلَّذِي أصْبَ … حَ ذا حَطْبٍ وذا قدحِ
هَنَاة ٌ يَتَلقَّاهَا … وزيرُ الصِّدْقِ بالصَّفْحِ
ألا أهْوِنْ على البدْرِ … بكلْبٍ لَجَّ في النَّبْحِ
ولا يَخْرُج ذوو الجهلِ … من الجرْي إلى الجمْحِ
فيلْقَى المتَمَادُونَ … لِجَاماً صادقَ الكبْح
نَهَتْ عن نفسها النَّارُ … بما فيها من اللفحِ
ولا يَغْتَرُّ مُغْتَرُّ … من الطُّوفان بالرشحِ
تَصَبَّحْ رامِيَ اللَّيْلِ … بِمنْ ترميه أَوْ أضْحِ
ولا تَسْتَضْعِفِ الحلْمَ … فَيَلْحَى منْكَ مُسْتَلْحِى
حَذَارِ الحلْمَ إنَّ الحلْ … مَ ذو أَسْوٍ وذُو جَرْحِ
وقد ترسُو مَرَاسِيهِ … وقد تجري لَهُ أَرْحي
وما عنْدَ الرَّحَى بُقْيَا … إذا دَارَتْ على القَمْحِ
غَدَا صَاعِدٌ الصَّاعِ … دُ يعْلو منتهى اللَّمْح
هو الطَّوْدُ الذي أضحى … عَتَادَ النَّاس للبرْحِ
فَآو منْهُ في كهْفٍ … وراعِ منْه في سفْحِ
فَمَهْلاً أيُّها الكا … ئِدُ ذاك الطّوْدَ بالنَّطْح
فرأْسُ النَّاطِح الصفْوا … نَ أدنى منْه للرَّضْحِ