ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عَلِيًّا – ابن الخياط

ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي عَلِيًّا … وقاهُ اللهُ صرفَ النائباتِ

مَقالاً لَمْ يَكُنْ وَأبِيكَ مَيْناً … ولمْ أسلُكْ بهِ طُرقَ السُّعاة ِ

أصِخْ ليَبُثَّكَ الإسلامُ شكوى … تُلِينُ لَهُ القُلُوبَ القاسياتِ

فليسَ لنصرهِ مَلِكٌ يُرجى … سِواكَ اليَوْمَ يا مَجْدَ القُضَاة ِ

لأَعيا المسلمينَ يهودُ سوءٍ … فما تحمِي الحصُونُ المُحْصَناتِ

ولا للمُورِدِ الملعُونِ وِردٌ … سوى أبنائهمْ بعدَ البناتِ

يبيتُ مُجاهداً بالفِسقِ فيهمْ … فَتَحْسِبُهُ يُطالِبُ بالتِّراتِ

بأيَّة ِ حُجَّة ٍ أمْ أيِّ حُكْمٍ … أُحِلَّ لَهُ سِفاحُ المُسْلِماتِ

أما أحَدٌ يَغارُ عَلى حَرِيمٍ … أماتَتْ غِيرَة ُ العربِ النُّخاة ِ

أنَامَتْ فِي الغُمُودِ سُيُوفُ طَيٍّ … أمِ انقطعتْ مُتونُ المرهفاتِ

أما لَوْ كانَ للإسلامِ عينٌ … لجادتْ بالدموعِ الجارياتِ

دَعاكَ الدِّينُ دَعْوَة َ مُسْتَجِيرٍ … بِعَدْلِكَ مِنْ أُمُورٍ فاضِحاتِ

لَعَلَّكَ غاسِلٌ لِلْعارِ عَنْهُ … بسيفكَ يا حليفَ المكرُماتِ

تنلْ أجراً وذكراً سوفَ يبقى … عليكَ معَ الليالِي الباقياتِ

أمثلُكَ من يجوزُ عليهِ هذا … بخبثِ محالهِ والترَّهاتِ

وَما قَلَّ الوَرَى حتّى تَراهُ … مكاناً للصَّنيعة ِ في السُّراة ِ

فَقَدْ مَلأَ البِلادَ لَهُ حَدِيثٌ … يُردَّدُ بينَ أفواهِ الرُّواة ِ

يشقُّ على الوَلِيِّ إذا أتاهُ … ويُشمتُ معشَرَ القومِ العُداة ِ

فخُذْ للهِ منهُ بكلِّ حقٍّ … ولا تضعِ الحدودَ عنِ الزُّناة ِ

بقتلٍ أو بحرقٍ أوْ برجْمٍ … يُكَفِّرُ منْ عظيمِ السَّيئاتِ

ولا تغفِرْ لهُ ذنباً فيضْرى … فبعْضُ العفْوِ أغرى للجُناة ِ

ليعلَمَ منْ بأرضِ النيلِ أضحى … ومن حَلَّ الفراتَ إلى الصَّراة ِ

بأنكَ منهُمُ للعدْلِ أشْهى … وَأرْغَبُ فِي التُّقى والصَّالِحاتِ

وأغْضَبُهُمْ لِدِينِ اللَّهِ سَيْفاً … وَأقْتَلُ لِلْجَبابِرَة ِ العُتاة ِ

إذَا أمْرٌ أُضِيعَ مِنَ الرَّعايا … فإنَّ اللَّوْمَ فِيهِ عَلى الرُّعاة ِ