ألا قلْ لتلك المالكيَّة ِ أصحبي – بشار بن برد
ألا قلْ لتلك المالكيَّة ِ أصحبي … وإِلاَّ فمنِّينا لقاءَكِ واكْذبِي
عِدِينَا فإِنَّ النَّفْسَ تُخْدَعُ بالمنى … وقلبُ الفتى كالطَّائر المتقلِّب
وقدْ تأمَنِي منْ لا يزالُ مُباعِداً … على قربِ من يدنو بسهلٍ ومرحبِ
فإِنَّك لوْ تجْفُوك أمٌّ قريبة ٌ … تجافيتَ عنها للبعيدِ المقرِّب
إِذَا يَئِسَتْ نفْسُ امْرىء ٍ من قَرينة ٍ … تبدَّل أخرى مركباً بعد مركبِ
فلا تُمْسِكيني بالهوان فإِنَّني … عن الهونِ ظعَّانٌ لقصدِ الملحَّبِ
حَبَسْتُ عليك النَّفس حولينِ لا أرى … نوالاً ولا وعداً بنيلٍ معقَّبِ
وماكُنْتُ ـ لوْ شمَّرْتُ ـ أوَّلَ ظَاعنٍ … بِرَحْلِيَ عَنْ جَدْبٍ إِلى غيْرِ مُجْدِبِ
ولكِنَّني أُغْضِي جُفُوناً على القَذَا … وأحفظُ ما حمَّلتني في المغيَّبِ
وأنتِ بما قرَّبتني واصطفيتني … خلاءٌ وقدْ باعدتني بُعدَ مذنبِ
كقائلة ٍ: إِنَّ الحِمار ـ فنحِّهِ … عن القتِّ أهلُ السِّمسم المتهذِّبِ
وما الحبُّ إلاَّ صبوة ً ثمَّ دنوة ٌ … إذا لم يكنْ كان الهوى روغَ ثعلبِ