ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني – ابن الخياط

ألا فتًى مِنْ صُروفِ الدَّهرِ يَحْمِيني … ألا كَريمٌ على الأيامِ يُعْدِيني

مضى الكِرامُ وقَدْ خُلِّفْتُ بعدَهُمُ … اشكو الزّمانَ إلى مَنْ ليسَ يُشكينِي

كمْ أستفيدُ أخاً برّاً فيعجِزُنِي … وأبْتَغِي ماجِداً مَحْضاً فيُعْييني

أرجُو السَّماحَة َ مِمَّنْ ليسَ يُسعِفُني … وأبْتغِي الرِّفدَ مِمَّنْ لا يُواسيِني

لوْ كنتُ أقدِرُ والأقدارُ غالبَة ٌ … لبِعْتُ فَضْلِي بِحَظِّي غيرَ مغْبونِ

لوْ كانَ في الفضْلِ منْ خيرٍ لصاحِبهِ … لكانَ فَضْلِيَ عَنْ ذِي النَّقْصِ يُغْنِيني

يا هذهِ قدْ أصابَ الدهرُ حاجَتُهُ … مِنِّي فحتّامَ لا ينفكُّ يرمِيني

إنْ كانَ يَجْهَدُ أن أصْلى نوائبَهُ … جمعاً فواحِدَة ٌ منهُنَّ تكْفِيني

كأنَّهُ ليسَ يغْدُو مُرْسِلاً يَدَهُ … بكلِّ نافذة ٍ إلا ليصْميني

سلوْتُ لا مللاً عمَّنْ كلِفْتُ بهِ … وَمِثلُ ما نالَ مِنِّي الدَّهْرُ يُسْلِيني

ما كنتُ أرضى الهوى والوَجْدُ يُنْحِلُنِي … حتّى بُلِيتُ فصارَ الهمُّ يُنْضِيني

مَنْ كانَ ذا أُسْوَة ٍ فِيمَنْ بهِ حَزَنٌ … فاليومَ بي يتأسّى كلُّ محزُونِ