ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي – محيي الدين بن عربي

ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي … وإنْ كانَ قرآناً فذاكَ شهودي

زبورٌ وتوراة ٌ وإنجيلُ مهتدٍ … مسيحٌ وقرآنٌ صريحٌ وجودي

تعاليتَ أنت الله في كل صورة ٍ … تجلتْ بلا سترٍ لعينِ مريدِ

وقدْ شهدتْ عندي بذاكَ مسامعي … من ألفاظِ معصوم بحبل وريدِ

فما العالم المنعوتُ بالنقصِ كائنٌ … ولكنه نقصٌ بغير مزيد

فما نظرت عيني مليكاً مسوَّداً … تجلى لمملوك بنعتِ مسود

سواه ولكن فيه للقلبِ نظرة … إذا هوَ حلاَّه بنعتٍ عبيدِ

فأخبرت عن قرب بما أنا شاهد … وإنْ كنتُ فيما قلتهُ ببعيدِ

فبعدي بهِ قربٌ إليهِ وقربنا … هوَ البعدُ إذ كانَ الوجودُ شهيدي

وما أنا معصوم ولست بعاصمٍ … إذا طلعتْ شمسي بنجمِ سعودي

ولو كنتُ معصوماً لما كنت عارفاً … وإني لعلاَّم به وبجودي

كما جاءنا نصُّ الكتابِ مخبراً … بغفرانِ ذنبِ المصطفى بقيودِ