ألا أيها الحادي لذاك الحمى سربي – عبدالغني النابلسي

ألا أيها الحادي لذاك الحمى سربي … فأهل الهوى قومي وجيرانه سربي

لقد لذ لي في مروة الحب والصفا … إلى وصلهم سعيي وقد طاب لي شربي

وعندي إلى تلك الوجوه صبابة … أزيل بها ما أوهمت لبسه الترب

ويا ويح عشاق الملاحة في الهوى … يحيرون بين الشرق للشمس والغرب

ومحبوبهم لا زال فيهم مخالفا … إذا جنحوا للسلم يجنح للحرب

رضيت بوصل الروح للروح غيبة … ولم أرض في وقت اللقا نفرة العزب

أرى القرب في البعد الذي يقتضي الوفا … بعهد الهوى خيرا من البعد في القرب

وألقيت جسمي في ديار بعيدة … عن الحب حيث الروح مقضية الأرب

وصعب الهوى سهل إذا كثر الرجا … وأنواع أفراح به شدة الكرب

وما القلب إلا موضع الفقد واللقا … وما الجسم إلا للمواجيد كالدرب

ومن جهل المحبوب فالضرب موجع … له ومتى يعرفه يلتذ بالضرب

ألا هكذا في النار حال أولي الشقا … غدا بعد تحويل الحجاب عن الرب

ويومئذ معناه يوم قيامة … ويوم خلود بعده وهو للذرب

وحك يد الجرباء يدمي قروحها … وتلتذ منه النفس في الأنفس الجرب