أكوكبٌ ما أرى يا سعدُ أمْ نارُ – الأبيوردي
أكوكبٌ ما أرى يا سعدُ أمْ نارُ … تَشُبُّها سَهْلَة ُ الخَدَّيْنِ مِعْطارُ
بَيْضاءُ إِنْ نَطَقَتْ في الحَيِّ أَو نَظَرَتْ … تقاسمَ السِّحرَ أسماعٌ وأبصارُ
وَالَّركْبُ يَسْرُونَ وَالظَّلْماءُ عاكِفَة ٌ … كأنَّهمْ في ضميرِ اللَّيلِ أسرارُ
فَأَسرَعُوا وَطُلَى الأعناقِ ماثِلَة ٌ … حيثُ الوَسائِدُ للنُّوّامِ أَكْوارُ
لَمَّا أَتَوْها وَحَيَّوْا مَنْ يُؤَرِّثُها … ردَّ التَّحيَّة َ منْ يشقى بهِ الجارُ
غيرانُ تكنفهُ جردٌ مطهَّمة ٌ … وغلمة ٌ منْ شبابِ الحيِّ أغمارُ
وقالَ منْ هوُّليَّاءِ الرُّكيبُ وما … يبغونَ عنديَ ؟ لا آوتهمُ دارُ
وَراعَهُمْ مارَأوْا مِنْهُ وَليسَ لَهُ … دمٌ عليهمْ ولا في قومهمْ ثارُ
فَقُلتُ أَنضاءَ أَسفارٍ عَلى إبلٍ … ميلِ الغواربِ أنضتهنَّ أسفارُ
تمجُّ أخفافها والأينُ يثقلها … دماً لهُ في أديمِ الأرضِ آثارُ
وَفَوْقَها مِن قُرَيْشٍ مَعْشَرٌ نُجُبٌ … بِيضٌ شِدادُ حُبا الأَحلامِ أَخيارُ
فَقالَ لَسْتُ أُبالي يا أَخا مُضَرٍ … أأنجدوا في بلادِ اللهِ أمْ غاروا
سيروا فسرنا ولي دمعٌ أكفكفه … خَوفَ العِدَا، وَهوَ في رُدْنَيَّ مِدْرارُ
وَحَلَّقَتْ بفؤادِي عندَ كاظِمة ٍ … ليلَ النَّقا من عتاقِ الطَّيرِ أظفارُ
بِهِ عَذارَى تَبُزُّ اللَّيلَ ظُلمتهُ … بأوجهٍ هيَ في الظَّلماءِ أقمارُ
غيدٌ قصارُ الخطا إنْ واصلتْ قصرتْ … فلمْ تطلْ لليالي الصَّبِّ أعمارُ
أصبو إليهِ كما أصبو إلى وطني … فلي لديهِ لباناتٌ وأوطارُ
زرَّ الرَّبيعُ عليهِ جيبهُ وسرى … إليهِ مُزْنٌ لِذَيْلِ الخِصْبِ جَرّارُ
وظلَّ يكسوهُ منْ نوّارهِ حللاً … تنيرهنَّ وتسديهنَّ أمطارُ