أقسمت لا جزت الكمال مودة – عماد الدين الأصبهاني
أقسمت لا جزت الكمال مودة … إن الذي جاز الكمال لناقص
أختصه بالود من دون الورى … فله عليهم ميزة وخصائص
صدقت عقيدته وعقدة صدقه … لما تحل وسره لي خالص
عز الصديق فإن قنصت صداقة … صنها فإن الأصدقاء قنائص
تفديك أشخاص وجوه ودادهم … سفرت وأحداق الحقود شواخص
هجرت في ظل السكون إليهم … في الحادثات وكل ظل قالص
أقرضتهم حسنى فجازوني بها … سوأى وكل قارض أو قارص
كالماء بان الظل معكوسا به … فبدت مكان الروس منه أخامص
قل للثعالب لا تغرك خلوة … في الغاب لما غاب عنه فرافص
سيعود في طلب الفرائس ضيغم … ذو سطوة وستقشعر فرائص
كل لعقد يمينه لي ناكث … كل على عقب المودة ناكص
ولهم عقائد ملؤهن حقائد … عقد النفاق كأنهم عقائص
فرع المعيب الأصل يحكي أصله … وله معايب مثله ونقائص
جهم محياه خبيث عرضه … لؤما وعارصه جهام ناشص
أنت الذي أنجدتني بنصيحة … إذ صرف دهري عارق لي واهص
ما خبت حين فحصت عن مكنونه … ظنا ألا إن الصديق لفاحص
وأفاض لي سجلا رشاء وفائه … كرما وأرشية الجميع موالص
كم غصت حتى حزت ودك أبحرا … ولربما حاز اليتمية غائص
سأزم نحوك للقاء قلائصا … يا خير من زمت إليه قلائص