أعيذك ياذا الفضل مما يشينه – عماد الدين الأصبهاني
أعيذك ياذا الفضل مما يشينه … وذا المجد مما لا يليق بذي المجد
تفردني بالعتب دون عصابة … تفرد عني بالإجابة والرد
ومن نائبات الدهر أني نائب … ومالي يد في حل أمر ولا عقد
إذا لم يكن يوما لدى البأس لي يد … فلا حملت كفي لمكرمة زندي
وإن لم أكن أقضى حقوق ذوي النهى … فمن ذا الذي يقضي حقوقهم بعدي
ولو أنني أعطيت سؤلي من العلى … لكنت بما أخفيه من سرها أبدي
ولست بما فيه أنا اليوم قانعا … ولكن من العلياء أغدو على وعد
ب واسط مكثي لانتظار مواعد … لها وليوم يمكث السيف في الغمد
سأعزم عزم الماجدين برحلة … أصوب فيها نحو منقبة قصدي
وما فضل الهندي إثرا وقيمة … حدود الظبي حتى تناءت عن الهند
وما أنصف العلياء من خص أهلها … بذم وهم أهل الثنا وذوو الحمد
أولى الفضل باسيسيكم خص بأسه … عتابا بمن يرجوه في الود للرفد
فاهدوا له عني عتابا لعله … على حادثات الدهر يعتب أو يعدي
أنارت مساعيه النيرة فاغتدى … لها كل من يبغي السعادة يستهدي
أمستفرغا في عتب مثلي جهده … وفي شكره مازلت مستفرغا جهدي
تجرعت كأس العتب مرا وإنما … لودك عندي كان أحلى من الشهد
وإن اعتدادي بالوداد لصادق … لديك فلم كذبت آمال معتد
أفي العدل أن الوصل يحظى به العدا … وبالعدل أحظى والعلاقة بي وحدي
أيا عمر المعمور قلبي بوده … أتهدم بنيانا عمرت من الود
تأمل حسابي ثم عد فضائلي … فجموعها ينبيك عن حسبي العد
لقد كسدت سوق الفضائل كلها … وللهزل أحظى في الزمان من الجد
ولست أرى إلا كريما يفر من … لئيم وحرا يشتكي الضيم من عبد
ومالي سوى ظل الوزير ورأيه … ملاذ ومأمول على القرب والبعد
قد ابيض حظي في ذراه وإنني … مسود مجد حظه غير مسود
وبي حصر من حصر أنواء بره … وما تدخل الأنواء في الحصر والعد
وإنعامه عندي عن الحد زائد … وشكري له شكر يزيد عن الحد