أضمرت هندُلي جزاءً وفاءً – ابن شهاب

أضمرت هندُلي جزاءً وفاءً … وانثنى السعد لي مطيعاً وفاء

آن لي أن أنال من قرب هند … ما يغيظ الوشاة والرقباء

إنني مخلص المحبة والناس … يحبون سمعة ً أو رياء

أخبرتها لذاتها باطراحي … في هواها الرباب أو أسماء

أيقنت إذ رأت شواهد حالي … أن أهل الغرام ليسوا سواء

أين منها الملاح حسناً ومني … أين أهل الهوى جوى ً واشتكاء

آية الحب فيّ فرط نحولي … واعتياضي عن الدموع الدماء

ألفت بيننا الليالي فكل … ذاكر إلفه دنا أو تنآى

أفضل العشق ما يكون اشتراكا … هكذا النصّ في المحبة جاء

انا في حبها الفريد وهل الا … على ذكرها اسف الطلاء

إذ هي الغادة ُ التي كل معنى … من معاني الجمال فيها ترآى

إن تغزّلت في الحسان بشعرٍ … فهي أعني إذا ذكرت النساء

أو مدحت الملوك لم أعن إلا … صاحب الشوكة العزيز ابتداء

الهمام الذي به مصر تاهت … وازدهت مفخراً به وارتقاء

أعظم الجالسين في سرر الملك … مقاماً ومنصباً واعتلاء

أمهم في محجّة المجد يوم الفخر … فاستحسنوا به الاقتداء

أعرضت عن سواه خود المعالي … والمعالي تلاحظ الأكفاء

أطد الملك والبلاد برأي … معجزٍ كشْفُ غورِه العقلاءَ

آخذ في الأمور عزماً وحزماً … حّير الفهم فطنة وذكاء

اعمل السيف والسياسة حتى … عاد ليل الخطوب فيها ضياء

آمنٌ من يجير من نوب الدهر … فلم يخش من رداه اعتداء

إرث آبائه القنا والمواضي … فبها في العلا شأى حيث شباءَ

إن تزر ذاته تجد خير ذاتٍ … فوق هام السهى تجر الرداءَ

آية الجود عنه تروى ومنها … عاد سكان سوحه أغنياءَ

أمطرت كفّه النضار فحاكت … جودها السحب حين تنهل ماءَ

إنما الفخر هكذا يا ابن اسماعيل … لا فخر حاسديك ادعاءَ

أنت شمس الملوك لما تبدّت … أخفت الفرقدين والجوزاءَ

أمّة العرب لم تزل بك تسمو … وتباهي بعزك الخلفاء

أيها الماجد المعظّم صفحاً … كيف يحصي عليك نظمي الثناءَ