أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ، – أبو فراس الحمداني

أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ، … و إنْ جمعتنا في الأصولِ المناسبُ

فأقْصَاهُمُ أقْصَاهُمُ مِنْ مَسَاءتي، … وَأقْرَبُهُمْ مِمّا كَرِهْتُ الأقَارِبُ

غَرِيبٌ وَأهْلي حَيْثُ مَا كانَ ناظِري، … وَحِيدٌ وَحَوْلي مِن رِجالي عَصَائِبُ

نسيبكَ منْ ناسبتَ بالودِّ قلبهُ … وجاركَ منْ صافيتهُ لا المصاقبُ

و أعظمُ أعداءِ الرجالِ ثقاتها … و أهونُ منْ عاديتهُ منْ تحاربُ

وَشَرّ عَدُوّيْكَ الّذي لا تُحَارِبُ، … و خيرُ خليليكَ الذي لا تناسبُ

لقد زدتُ بالأيامِ والناسِ خبرة ً … و جربتُ حتى هذبتني التجاربُ

وَما الذّنبُ إلاّ العَجزُ يَرْكبُهُ الفَتى ، … و ما ذنبهُ إنْ طارتهُ المطالبُ

وَمَن كان غَيرَ السّيفِ كافِلُ رِزْقِهِ … فللذلِ منهُ لا محالة َ جانبُ

وَمَا أُنْسُ دارٍ لَيْسَ فِيهَا مُؤانِسٌ، … و ما قربُ قومٍ ليسَ فيهمْ مقاربُ ‍؟