أرى شأنيكَ شأنهما انبجاسُ – ابن عنين
أرى شأنيكَ شأنهما انبجاسُ … تجنَّبَ مقلتيكَ له النُّعاسُ
تُداوي داءَ شوقك بالأماني … فيُدركه من اليأس انتكاسُ
أحنُّ ومن وراءِ النهرِ داري … حنينَ العَود أَوْثَقهُ العِراسُ
فبانتْ عنه شِرَّتُه ولانتْ … عريكتُهُ وكان به شِماسُ
بأرضٍ لا الكلابُ بها كلابٌ … ولا الناسُ السَّراة ُ هناك ناسُ
لهم حملٌ بوعدكَ إنْ أرادوا … جميلاً لا يكون له نفاسُ
فكيف تبيتُ تطمعُ في مديحي … رجاءَ نَوالها العجمُ الخِساسُ
إذا طمعٌ كسا غيري ثياباً … يذلُّ بها كساني بها العزَّ ياسُ
ولو أني مدحتُ ملوكَ قومي … تراغَتْ حوليَ النَّعَمُ الدِّخاسُ
فإنَّ الناسَ في طرقِ المعالي … لهم تَبَعٌ وهم للناسِ راسُ
ملوكٌ دأبُهم شرفٌ ومجدٌ … ودأبُ سواهم طربٌ وكاسُ
فلولا آلُ أيوبَ بن شاذي … لكانَ لمعهدَ الجودَ اندراسُ
يدافعُ عن حماهم كل ذمرٍ … له في غمرة ِ الموتِ انغماسُ
هم تركوا صليبَ الكفرِ أرضاً … يداسُ وكانَ معبوداً يباسُ
وأَرْغمَ بأسُهم آنافَ قومٍ … تجنّبها لعزتها العطاسُ
أولو عدلٍ يموتُ الليثُ منه … طوى ً وبجنبِ مأواهُ الكناسُ
بأحلامٍ موقرة ٍ إذا ما … تزعزعَ يذبُلٌ وهفا قُساسُ
بنوا في ذروة ِ العلياءِ بيتاً … لجودهم حواليهِ ارتجاسُ
فمن سمرِ الرماحِ له عمادٌ … ومن بيضِ الصفاحِ له أساسُ