أدركتَ آخرَ ما أدركتَ أوَّلهُ – ابن الرومي
أدركتَ آخرَ ما أدركتَ أوَّلهُ … يابنَ الخصيبِ ورَبَّتْ عِندَكَ النِّعَمُ
قد قُلتُ حين أهَبَّ اللَّهُ ريحَكُمُ … الآن يَعْدِلُ فينا السَّيْفُ والقلم
ما ضرَّ أعداءكم ألا يكونَ لهُمْ … إلٌّ تراعونه فيهم ولا ذِمَم
وقد أساءوا وقد ساءتْ ظُنونُهُمُ … فما ألمَّ بهمْ من باسِكُمْ لَمم
وهَبْتُمُ لِعُبيْدِ اللهِ موهبة ً … لا مثلها ولو اسودَّتْ له النِّعِم
والنفسُ عِلْقٌ نفيسٌ لا كفاءَ لَهُ … إذا تكافأتِ الأعْلاقُ والقِيَم
ولا قَعَدْتُمْ على ضَيْمٍ ولا ضَمَدٍ … لكنْ عفوتُمْ وفي أيديكُمُ النِّقَم
وتلك أوَّلُ بشرى إنَّ دولتَكُمْ … غيثُ يَريع عليه الحبُّ والنَّسم
تبارك اللَّهُ إكباراً لمنتكُمْ … ماذا يُعْفِّي عليه الطَّوْلُ والكرم