أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه – كشاجم
أخٌ لي كُنتُ أُغبَطُ باعتقادِه … ولا أخشى التنكُّرَ من ودادِه
هِلالٌ في إِضَاءَتِهَ حياءٌ … سماحَتُهُ شهابٌ في اتّقادِه
أهاديهِ القوافي مُسرعَاتٍ … إليهِ فليتَ أنِّي لم أهَادِه
واقبسُهُ فيورَى من زِنَادِي … ويقبسُني فاُورَى من زِنَادِهْ
وأعضُدُه برأيٍ من سَدَادِي … ويعضُدُني برأيٍ من سَدَادِهْ
فكان َوكنتُ والإِخلاصُ منهُ … بحيثُ يُرَى بن صخرٍ من زَيادِهْ
واُسعِدُهُ أقبَلُ ما دَعَاني … لهُ من غِيّهِ أو منْ رَشَادِهْ
صَلحْتُ لَهُ فادرَكَهُ نُبُوٌّ … فأظهرَ بالتّنافُرِ من فَسَادِهْ
وكانً قِيادُه بيدي ذَليلاً … فصَعَّبَتْ الحوادثُ من قِيَادِهْ
فأَصبَحَ قد تبُرَّأ من وِدَادِي … كما برءَ المتيَّمُ من فؤادِهْ
وعانَدَني ولَمْ أَعْلَمْ باَنِّي … سَأُنقَلُ من هواهُ إلى عِنَادِهْ
ومالَ إلى البعادِ ولستُ أخشَى … حِمَامَ الموتِ إلاَّ من بِعَادِهْ
وكابَدَني ولم أرَ قَطُّ أَحْلَى … من المعشوقِ لفظاً في كِبَادِهْ
ومُعْتَدٌّ عليَّ ولستُ مِمّنْ … يكدّر صفوَ ودٍّ في اعتدادِهْ
مَعَنَّى في انتقَادِ حُلَّي شعري … وفضلُ الشّعرِ يَظْهَرُ في انتقادِهْ
ولو حَاوَلْتَ أَنْ تُزْرِي ببدرٍ … طلبتَ لَهُ المعايبَ من سَوَادِهْ
وما كلُّ الكواكبِ مستنيرٌ … فيُغْنِي بالإضَاءَة ِ في انفرادِهْ
وقد ينهَلُّ بعدَ الظّلِّ وَبْلٌ … وغَمْرُ الماءِ يظهَرُ في حشَادِهْ
خفافاً بَانَ عَنْ طَرَفي لذيذَ الـ … ـكَرَى وأزالَ عن خَدَّي وِسَادِهْ
كأنِّي قد عذلتُ لهُ حبيباً … فصارَمَهُ وشَرَّدَ مِنْ رُقادِهْ
ولو سَفَكَة ْ يداهُ دَم ابنَ عمِّي … أو ابني لَمْ أُثِرْهُ وَلَمْ أَعَادِهْ
ولو قَتْلي أَرادَ قَتَلْتُ نَفْسِي … لَهُ عمداً لِيَبْلُغَ مِنْ مُرادِهْ
أواصِلُ إِنْ جفا وأغُضُّ ما إنْ … هَفَا وألِينُ في وقتِ احتِدادِهْ
وكنتُ عليهِ مُعْتَمداً فَلَمّا … تغيَّرَ لِي أَقمتُ على اعتِمَادِهْ
وتبتُ إليهِ من ذَنْبٍ جَنَاهُ … ولَمْ أفقِدْهُ شخصي بافِتقَادِهْ
أَبا بكرٍ لمجدِكَ حينَ تسمُو … بِطَارِفِهِ وتضحكُ من تِلادهْ
ولفظِك نَظْمُ دُرٍّ في قريضٍ … كنظمِ العقدِ يزهُو بانعِقَادِهْ
أقِلْنِي إنْ عَثَرْتُ وخُذْ بكَفَّيْ … أخِيكَ وفُكَّ طرفي مِنْ سُهَادِهْ
فما كتَبتْ يَدي الأبيات حتَّى … جرى قلبي بِدَمْعِي من مدادِهْ
وإِنْ أَكُ مّنباً فَعَفَوْتَ عنِّي … فإنَّ اللّه يعفو عَنْ عَبَادِهْ