أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً – ابن الرومي
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً … هدية ٌ تكسِبُ شكراً عاجلا
فبادِر الآن الثناءَ الكاملا … تلاقِ خلف الفكر منه حافلا
واقسم لنا الكامخ قَسْماً عادلاً … قَسْمَ يدِ اللهِ لك الفضائلا
ولاتَرى فعلكَ فِعْلاً خاملا … إن أنت أسعفْتَ صديقاً مائلا
بحاجة ٍ نَزَّر فيها سائلا … بل فاضلٌ وافق شكراً فاضلا
لن يرهَب العدلَ ولا العواذلا … في أن يُنيلَ التُّحفَ القلائلا
مَنْ قد أنالَ النعمَ الجلائلا … وكان بالعُرْف سحاباً هاطلا
يُتبعُ بالفرائض النوافلا … أصاب حقاً أم أصاب باطلا
حاشاي أن يصبحَ رأيي فائلا … فأغتدي أخرى الأنام قائلا
وتغتدي أمنع خلق فاعلا … أقسمْتُ لولا أن أصيب عاذلا
أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلاً … يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
في أن مَهرتُ كامخاً عقائلا … حواليَ الأجيادِ لاعواطلا
لقد جعلتُ القطرَ منها وابلا … والظّلفَ رأساً والذُّنابي كاهلا
حتّى تراها شُرَّداً مواثلا … طوالعَ الأنجُمِ لا أوافلا
تنشدها المحافل المحافلا … تُولي الصديقَ نحلَها العواسلا
وشانئيكَ رُقشَها القواتلا … وتُورثُ الحُسادَ خَبْلاً خابلا