أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ، – أبو نواس
أجارة َ بَيْتَيْنَا أبوكِ غَيورُ، … وميْسُورُ ما يُرْجَى لديْكِ عسِيرُ
و إن كنتِ لا خِـلمـاً ولا أنتِ زوْجـة ٌ … فلا برحَتْ دوني عليكِ ستُورُ
وجــاوَرْتُ قــوْمـاً لا تــزاوُرَ بينـهمْ ، … ولا وَصْلَ إلاّ أن يكونَ نُشُورُ
فما أنا بـالمشْغُـوفِ شَـرْبَـة َ لازِبٍ ، … ولا كـلّ سـلطـانٍ عـليّ قَــديــرُ
وإنّي لِطَرْفِ العينِ بالعينِ زَاجِرٌ، … فـقـد كـدْتُ لا يخْـفى عليّ ضميـرُ
كمـا نظرتْ ، والريحُ ساكنـة ٌ لها ، … عُـقـابٌ بـأرســاغِ اليـديْـن نَـــدُورُ
طـوتْ ليلتين القُــوتَ عن ذي ضَـرُورَة ٍ … أُزَيْـغِـبَ لم ينْبُـتْ عليـهِ شَـكِـيـرُ
فـأوْفَـتْ على عَـلْـيـاءَ حينَ بَـدَالَـهـا … من الشمْسِ قَرْنٌ، والضّرِيبُ يمورُ
يقلّـبُ طَـرْفـاً في حِـجـاجَيْ مَـغـارَة ٍ ، … من الرأس ، لم يدْخُـلْ عليـه ذَرُورُ
تقـولُ التي عن بيتها خفّ مـرْكبي : … عزيزٌ علينا أن نَرَاكَ تَسيرُ
أما دونَ مصْرٍ للغنَى مُتَطَلّبٌ؟ … بلى إنّ أسْـبـابض الغِـنَى بـكـثــيــرُ
فـقلتُ لها: واستعـجلَتْـها بَـوَادِرٌ ، … جـرتْ ، فجـرى في جرْيهِـنّ عبيــرُ :
ذريني أكَثّرْ حاسديكِ برِحْلَة ٍ، … إلى بـلَـدٍ فيـه الخصيـبُ أميــرُ
إذا لم تَـزُرْ أرْضَ الخصِيبِ ركابُنا، … فـأيّ فتـى ً ، بعـدَ الخصيبِ ، تَزُورُ
فتًى يشْتري حسْنَ الثناءِ بمالِهِ، … ويـعْـلَـمُ أنّ الدّائِـرَاتِ تَــــدُورُ
فما جـازَهُ جُـودُ ، ولا حَلّ دونَـه، … ولكـنْ يصيـرُ الجـودُ حيثُ يصيـرُ
فلمْ تَرَ عيني سُؤدَداً مثلَ سُؤدَدٍ، … يحِلّ أبو نَصْرٍ به، ويَسِيرُ
سـمـوتَ لأهلِ الجـوْرِ في حال أمنِهـمْ ، … فـأضحو وكـلٌّ في الوثـاق أسِـيـرُ
إذا قام غَنّتْهُ على السّاقِ حِلية ٌ، … لها خُطوة ٌ عند القيام قصيرُ
فمـنْ يـكُ أمْـسَى جـاهِـلاً بمـقـالتي ، … فـإنّ ألأمِـيـرَ المُـؤمنيـنَ خَبِيـرُ
ومـازلتَ توليهِ النصيـحة َ يـافِـعـاً … إلى أن بدا في العارضَينِ قتيرُ
إذا غـالَـهُ أمـرٌ ، فــإمّـا كـفَـيْتَـهُ ، … وإمّـا عليـه بـالكِـفـاءِ تُـشـِـــيــرُ
إليـكَ رمَـتْ بـالقَـوْمِ هُـوجٌ كـأنّمـا … جمـاجمهـا ، فـوق الحِجـاجِ ، قـبـورُ
رحلْنَ بنا من عَقْرقُوفَ، وقد بدا … من الصّبْـحِ مفتـوقُ الأديمِ شهيــرُ
فما نجدَتْ بالماءِ حتى رأيتُهَا … معَ الشّمسِ في عينيْ أباغَ تغُورُ
وغُـمّـرْنض من مـاءِ النُّـقَيْـبِ بشَـرْبَـة ٍ، … وقد حانَ من ديك الصّباحِ زميرُ
ووافَيـنَ إشْـرَاقـاً كنـائسَ تـدْمُـــرٍ ، … وهـنّ إلى رَعْـنِ المُــدخِّـنِ صُــورُ
يُؤمّمْنَ أهْلَ الغُوطَتَينِ كأنّمَا … لها، عند أهلِ الغوطتينِ، ثُؤورُ
وأصْبحنَ بالجوْلان يرْضَخن صَخرَها، … ولم يَبْقَ من أجْراحِهِنّ شُطورُ
وقـاسَيْنَ لَيْـلاً دونَ بَيْسـانَ لم يكَـدْ … سنَـا صُـبْحِـهِ ، للنـاظرينَ ، يُـنِـيــرُ
وأصْبحنَ قد فوّزْنَ من نهرِ فُطرُسٍ، … وهُنّ عنِ البيْتِ المقدّسِ زُورُ
طوالبَ بالرّكْبانِ غزة َ هاشمٍ، … وفي الفَـرَمَـا ، من حاجِـهِـنّ ، شُقُـورُ
ولَمّا أتَتْ فُسْطاطَ مصْرٍ أجارَهَا … على رَكبِها، أن لا تزالَ، مجيرُ
من القوْمِ بسّامٌ كأنّ جبينَهُ … سـنَـا الفـجْـرِ يسْـري ضــوؤه ويُـنيــرُ
زَها بالخصِيبِ السيْفُ والرّمحُ في الوَغَى ، … وفي السّلْمِ يزْهُو مِنْبرٌ وسَرِيرُ
جـوادٌ إذا الأيْـدي كفَفْنَ عن النّـدى ، … ومن دونِ عَوْراتِ النساءِ غَيُورُ
لَهُ سَلَفٌ في الأعجَمين كأنّهمْ … إذا اسْـتُـؤذِنـوا يـوْمَ السّـلامِ بـــدُورُ
وإني جـديرُ ، إذ بلغْتُـكَ بــالمُـنى ، … وأنْـتَ بـمـا أمّـلْـتُ مـنـكَ جــديــرُ
فـإنْ تُـولِني مـنـك الجَمِـيـلَ ، فـأهْـلُـهُ ، … وإلاّ فـإنّـي عــاذرٌ وشَـكُــورُ