أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا – أبو فراس الحمداني

أتَزْعُمُ، يا ضخمَ اللّغَادِيدِ، أنّنَا … وَنحن أُسودُ الحرْبِ لا نَعرِفُ الحرْبَا

فويلكَ ؛ منْ للحربِ إنْ لمْ نكنْ لها ؟ … ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لها تربا؟

و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْ جنباتهِ؟ … و منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُ القلبا؟

وويلكَ ؛ منْ أردى أخاكَ ” بمرعشٍ” … وَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَ العضْبَا؟

وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَ موثقاً؟ … وَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِ تَبْتَدِرُ الشِّعبَا؟

أتوعدنا بالحربِ حتى كأننا … و إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبنا عصبا؟

لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ من قبلِ هَذِهِ … فكنا بها أسداً ؛ وكنتَ بها كلبا

فسلْ ” بردساً ” عنا أباكَ وصهرهُ … وسلْ آلَ ” برداليسَ ” أعظمكم خطبا

وَسَلْ قُرْقُوَاساً وَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُ، … وَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَ أثبَتكم قلبَا

وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَ المَلايِنِ إنّنَا … نهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُ نهبا

و سلْ آلَ ” بهرامٍ ” وآلَ ” بلنطسٍ ” … و سلْ آلَ ” منوالِ” الجحاجحة َ الغلبا

و سلْ “بالبرطسيسِ” العساكرَ كلها … و سلْ ” بالمنسطرياطسِ ” الرومَ والعربا

ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاً وَأسْراً سُيُوفُنَا … وأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْ رعبا

بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْ بِسُيُوفِنَا؟ … و أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِ الكتبا؟

تركناكَ في بطنِ الفلاة ِ تجوبها … كمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُ يَلتَثِمُ التّرْبَا

تُفاخِرُنَا بالطّعنِ وَالبضّرْبِ في الوَغى … لقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَ استها كِذبَا

رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمة ً … وَأنْفَذَنَا طَعْناً، وأَثْبَتَنَا قَلْبَا

وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّا خَبَرْتُهُ … أقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْ عُجبَا