أتى ببراهين غدا كلُّ جاحدٍ – عبدالغفار الأخرس

أتى ببراهين غدا كلُّ جاحدٍ … ببرهانه بين البرية مفحما

فألزمهُ بالحقّ والحقّ قوله … فأسْلَمَ من بعد الجحود وسلّما

فطوراً تراه للأمور مسدّداً … وطوراً تراه للعلوم معلما

فلله ما صنّفت كل مصنّف … سرى منجداً في العالمين ومتهما

ومن مشكلات بالعلوم عرفتها … فأعربت عما كان فيهن معجما

وأبكيت أقلام البراعة والنهى … فأرضيت حد السيف حتى تبسما

وما نلت عما شان بالمجد خالياً … وما زلت بالعلم اللّدنيّ مفعما

تفرَّدت في علم وفهم وحكمة … فها أنت والعلياء أصبحت توأما

وإن جئتنا في آخر الدهر رحمة … إذا عدَّت الأمجاد كنت المقدما

وحسبك ما في الناس مثلك سيد … أنال مقلاً أو تكرّم معدما

وكم نثرت نثراً بلاغتك التي … أردت بها دُرَّ المعالي منظما

وقد أخرستني من علاك فصاحة … ألبست تراني أخرس النطق أبكما