أتركتني دنفاً ورحت معافى – ابن معصوم المدني

أتركتني دنفاً ورحت معافى … مهلاً فديتُك ما كذا مَن صافى

هلاَّ ذكرتَ ليالياً بتنا بها … نرعى النُّجومَ ونذكر الأُلاَّفا

كيف انفرادك بعد أن كنا معاً … حاشا لمثلك ينقض الأحلافا

أنسيت لا أنسيت فضل صبابة ٍ … كنا بها نستسعف استسعافا

فاليوم رحت وقد قويت على الهوى … وجوانحي أمست عليه ضِعافا

وألفت آنس مضجعٍ متبوأ … ومضاجعي لا تعرفُ الإيلافا

لو كنتَ تحفظُ في الهوى أنصفتني … أو كنتَ تعرفُ في الهوى إنصافا

أتظل تسقى في الغرام سلافة ٍ … وأظل أسقى في الغرام ذعافا

وأبِيتُ في حرِّ الغَرام مقاطَعاً … وتبيت في برد الوصال موافى

ما جار من منع الحبيب وإنما … جار الذي أخذ الحبيب وحافا

ناصَفْتَني حملَ الهوى وتركتني … حتى حملتُ من الهوى اضعافاً

فليهنكَ اليومَ الوصالُ فإنَّني … باقٍ وإن أخلفتني إخلافا