أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني – ابن الرومي

أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني … هوتْ أمهُ في أيِّ مورطة ٍ ورِطْ

وأيَّتما بلوى جناهَا لنفسه … وأيَّتما نُعمى وعافية ٍ غُمِطْ

تعرَّض لي مُغرًى بخرطِ قتادتي … وهلْ يؤلم الخرطُ القتادَ إذا خُرِطْ

وما كان ذنبي غير أن سامني استَهُ … وثفر التي يُؤوِي فقلتُ له أمِط

عليك بأيرٍ غير أيري فإنه … جوادٌ له من غير طُرزك مرتبط

أقولُ لجلادٍ عُميرة َ ظالماً … فإن بساطَ النيكِ للنيكِ قد بُسط

عليك أبا اسحاق فاجعلهُ نجعة ً … فإن أبا اسحاق نُجعة ُ من قَحِط

إذا شئتَ نيكَ البيهقيّ وعِرسهِ … فلا تتوسلْ بالوسائل واختبط

أباحَ الورى حولاءَهُ لا بأُجرة … سوى أنه شيخٌ إذا خُبِطتْ خُبط

وإن الخفوقَ الطِّيز تحبُو سِبالهُ … حِباءين شتى من خفيقٍ ومن ضَرِطَ

فيقبضُ في عُثنونِه نفحاتِها … فيا لك من كبشٍ على شكله رُبط

يصولُ علينا البيهقيُّ بمذهبٍ … يرى الظَّرفَ فيه بالشطارة ِ قد خُلط

ويُلقَى إلى حُوت آسته حوتُ يونسٍ … وثعبانُ موسى في لِزازٍ فتسترطْ

فيا سوأتا للظرفِ والفتكِ أصبحا … يُناكان في شيخ يُناك لدنُ قِمطْ

وإن ابتذالي فيه شعري لحادثٌ … تكادُ السموات العُلا منه تنكشِطْ

يعيبُ انقباضي مُعجباً بانبساطه … ومن ينبسطْ للحُر والعبدِ ينبسط

ويزْعُمُني صحَّفْتُ في الشعر كاذباً … مُلِطَّاً وكم نكَّلتُ من كاذبٍ مُلطْ

فقولا له بِئسَ الجنى ما جَنَيْتَه … لنفسك يا ثلطاً جَنياً كما ثُلِطْ

غدا الأسلُ الريانُ همَّك وحدَهُ … إذا هو للوجعاء منك وقد مُلْط

وأنت ترى ما يلفظ الناسُ كلهم … به أسلاً من حُبِّك الأسلَ السَّبطْ

أيا غلطاً في الخلقِ لا من إلهه … ولكن من الدهر الذي رُبَّما غلط

أأنت تُغنّي بي وأنت مُعلِّمٌ … أُشَيْوَهُ مخبولٌ بكُوعكَ تمتخط

تُراعي سِقاط المنشدين ولا ترى … سقاط التي أضحت لغيرك تمتشط

حليلَتُكَ المشهورُ في الناس أنها … عمولٌ من الأعمال أحبطَ ما حُبط

حُويلاءُ تَزني لا تراقبُ قُبحها … ولا نَتنَ حشَّيها المجيفينِ والإبط

ولا خُبثَ ريحٍ من مبالٍ مُلعَّنٍ … ولا شعراً في السِّفل والعلو قد شمط

ولا اللهَ بل قد راقبتْ فتأوَّلتْ … فِريّا من التأويل بُوِّل بل ثُلطْ

رأتْ تركها اللَّذاتِ من خَوفِ ربِّها … قُنوطاً وأن الله إن قَنِطتْ سخِط

فمالتْ مع الرَّاجي الممتَّع نفسهُ … ولم تر أعمال القُنوطِ مع القِنط

عَتِبْتَ عَلينا أن عففنا عن التي … تؤاجرُها فاستنشق الغيظ وآستعِط

لساني حسامٌ قد أجدتُ اختراطَهُ … عليك ولكن أير غيري فاخترِط

فقد سُمتُ أيري نيكَ عِرسكَ جاهداً … ونيكَكَ يا بن الزانييْنَ فما نشط

ستضحكُ من شِعري وأنت معبِّسٌ … تميَّزُ من غيظٍ عليَّ وتختلط

كما ضحك البغل المزيَّر إذ لوى … جحافلهُ بيْطارهُ غيرَ مُغتبط

ويعلمُ ذو التمييز أنك مُوجعٌ … توقَّر باديه وخافيه يختلطْ

هجوتُكَ وغدا يرفعُ الشَّتمُ قدرهُ … فشعريَ مرحومٌ وأنت الذي غُبطْ