أتاك الخير نجم السعد حلاّ – ابن شيخان السالمي

أتاك الخير نجم السعد حلاّ … وليل الهجر بالوصل اضمحلاّ

حبيب رق لي من بعد هجر … وأشفق أن أرى بهواهُ قتلا

أتاني يصدع الظلما بوجهٍ … دعته الشمس حين رأته نسلا

إذا اعترض التجافي أصل ودٍّ … يكون علاجه بالوصل سهلا

تمايل في الشباب الغض غصناً … عليه قلوبنا طيرٌ تدلى

على وجناته خال ولكن … حشاي بنارِها لا الخالِ يَصلى

إذا جارت لواحظه علينا … عددناه بشرع الحب عدلا

يضيءُ الوجه منه تحت فرع … كمثل البدر تحت دجىً تجلىَّ

بآي الوصل ينسخ ما مضى من … تكاليف الهوى قولاً وفعلا

شكرت وصاله أبداً كشكري … على قصدي الهمام ابن المعَلىّ

أعاتبه على ما كان حياء … فمال إليَّ حتى نلت كُلاّ

كريم الأصل محمود السجايا … رفيع القدر من كيوان أعلى

بشوش الوجه يُبهجُ من رآه … يلوح سناه كالسيف المُحَلى

أراشد يا ابن أحمد لم نجد في … علاك وفي جميلك قط مثلا

لك الفضل الذي عم البرايا … كما عم الحيا جَبَلاً وسهلا

تصوغ يداك أطواقاً ثقالاً … بأعناق الورى كرماً وفضلا

سبقتَ أخا السؤال ندىً وجوداً … فلم يحتج إلى التسآل أصلا

تقارعت الكرام على المعالي … ونالوا من مداها الرحب نيلا

وكلهم حوى شرفاً ولكن … غدا لك في العلا القِدْح المعلىّ

إذا ما جئته لم تلقَ إلا … خميساً أرعناً خيلاً ورجلا

رأيت خيوله الجرد المذاكي … وشِمتَ رجاله الصيد الأجِلاَّ

منازله هي الدنيا نظاماً … وكل الأكرمين ابن المعلَّى

أتيتُ إليه أطوي البيد حتى … قضى الرحمنُ لي بحماهُ وصلا

تداركَ غربتي بندى إلى أن … نسيتُ بأنسه وطناً وأهلا

فبورك فيه ذا عمر طويل … وبورك في بنيه الأسد نسلا