like-empty

كلمات

klmat.com

sun

أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا


أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّ انْسِكَابَا ... و نارُ ضلوعهِ إلا التهابا
و منْ حقِّ الطلولِ عليَّ ألا ... أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَا سَحابَا
وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِ رَبْعٍ، ... و لكني سألتُ فما أجابا
رأيتُ الشيبَ لاحَ فقلتُ : أهلاً ... وودعتُ الغواية َ والشبابا
وَمَا إنْ شِبتُ من كِبَرٍ، وَلكِنْ ... رأيتُ منَ الأحبة ِ ما أشابا
بعثنَ منَ الهمومِ إليَّ ركباً ... و صيرنَ الصدودَ لها ركابا
ألَمْ تَرَنَا أعَزَّ النّاسِ جَاراً ... و أمنعهمْ ؛ وأمرعهمْ جنابا؟
لَنَا الجَبَلُ المُطِلُّ على نِزَارٍ ... حَلَلْنَا النّجْدَ مِنهُ وَالهِضَابَا
تفضلنا الأنامُ ولا نحاشى ... و نوصفُ بالجميلِ ؛ ولا نحابى
و قد علمتْ " ربيعة ُ" بلْ " نزارٌ " ... بِأنّا الرأسُ والناسَ الذُّنابى
فلما أنْ طغتْ سفهاءُ" كعبٍ" ... فَتَحْنَا بَينَنا لِلْحَرْبِ بَابا
مَنَحْنَاها الحَرَائِبَ غَيرَ أنّا ... إذا جَارَتْ مَنَحْنَاها الحِرَابَا
و لما ثارَ " سيفُ الدينِ" ثرنا ... كَمَا هَيّجْتَ آسَاداً غِضَابَا
أسِنّتُهُ، إذا لاقَى طِعَاناً، ... صوارمهُ ، إذا لاقى ضرابا
دعانا والأسنة ُ مشرعاتٌ ... فكنا، عندَ دعوتهِ ، الجوابا
صَنَائِعُ فَاقَ صَانِعُهَا فَفَاقَتْ، ... وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ، فَطَابَا
و كنا كالسهامِ ؛ إذا أصابتْ ... مراميها فراميها أصابا
... و نكبنَ " الصبيرة َ " و" القبابا"
و جاوزنَ " البدية َ " صادياتٍ ؛ ... يلاحظنَ السرابَ ؛ ولا سرابا
عبرنَ " بماسحٍ " والليلُ طفلٌ ... وَجِئْنَ إلى سَلَمْيَة َ حِينَ شَابَا
فما شعروا بها إلا ثباتاً ... دوينَ الشدِّ نصطخبُ اصطخابا
... بهِ الأرواحُ تنتهبُ انتهابا
تنادوا ، فانبرتْ ، منْ كلٍِّ فجٍ ، ... سوابقُ ينتجبنَ لنا انتجابا
وَقادَ نَدي بنُ جَعْفَرَ من عُقيلٍ ... شعوباً ، قدْ أسلنَ بهِ الشعابا
فما كانوا لنا إلا أسارى ... و ما كانت لنا إلا نهابا
كأنَّ " ندي بنَ جعفرِ" قادَ منهمْ ... هدايا لمْ يرغْ عنها ثوابا
وَشَدّوا رَأيَهُمْ بِبَني قُرَيْعٍ، ... فخابوا لا أبا لهمُ وخابا
و لما اشتدتِ الهيجاءُ كنا ... أشَدَّ مَخَالِباً، وَأحَدَّ نَابَا
و أمنعَ جانباً ؛ وأعزَّ جاراً ؛ ... و أوفى ذمة ً ؛ وأقلَّ عابا
سقينا بالرماحِ بني " قشيرٍ" ... ببطنِ " الغنثرِ " السمَّ المذابا
و سقناهمْ إلى " الحيرانِ " سوقاً ... كما نستاقُ آبالاً صعابا
و نكبنا " الفرقلسَ " لمْ نردهً ... كَأنّ بِنَا عَنِ المَاءِ اجْتِنَابَا
وَمِلْنَ عَنِ الغُوَيْرِ وَسِرْنَ حتى ... وردنَ عيونَ " تدمرَ" و" الحبابا "
و أمطرنَ " الجباة َ " بمرجحنَّ ... وَلَكِنْ بِالطِّعَانِ المُرِّ صَابَا
وَجُزْنَ الصَّحصَحانَ يخدِنَ وَخداً ... و يجتبنَ الفلاة َ بنا اجتيابا
قرينا " بالسماوة ِ" من " عقيلٍ" ... سِبَاعَ الأَرْضِ وَالطّيرَ السِّغَابَا
و " بالصباحِ " و" الصباحُ " عبدٌ ... قتلنا ، منْ لبابهمُ اللبابا
تركنا في بيوتِ بني " المهنا" ... نوادبَ ينتحبنَ بها انتحابا
شَفَتْ فِيهَا بَنُو بَكْرٍ حُقُوداً ... و غادرتِ " الضبابَ " بها ضبابا
وَأبْعَدْنَا لِسُوءِ الفِعْلِ كَعْباً ... و أدنينا لطاعتها " كلابا"
وَشَرّدْنَا إلى الجَوْلانِ طَيْئاً ... و جنبنا " سماوتها " جنابا
سَحَابٌ مَا أنَاخَ عَلى عُقَيْلٍ ... و جرَّ على جوارهمُ ذنابا
وَمِلْنَا بِالخُيُولِ إلى نُمَيرٍ ... تجاذبنا أعنتها جذابا
... يعزُّ على العشيرة ِ أنْ يصابا
وَمَا ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ، وَلَكِنْ ... يُهَابُ، مِنَ الحَمِيّة ِ، أنْ يُهابَا
و يأمرنا فنكفيهِ الأعادي ... هُمَامٌ لَوْ يَشَاءُ كَفَى وَنَابَا
فلما أيقنوا أنْ لا غياثٌ ... دعوهُ للمغوثة ِ فاستجابا
و عادَ إلى الجميلِ لهمْ ؛ فعادوا ... وَقَدْ مَدّوا لِصَارِمِهِ الرّقَابَا
أمَرّ عَلَيْهِمُ خَوْفاً وَأمناً ... أذَاقَهُمُ بِهِ أرْياً وَصَابَا
أحَلّهُمُ الجَزِيرَة َ بَعدَ يَأسٍ ... أخُو حِلْمٍ إذا مَلَكَ العِقَابَا
... و أرضهمُ اغتصبناها اغتصابا
وَلَوْ شِئْنَا حَمَيْنَاهَا البَوَادِي ... كما تحمي أسودُ الغابِ غابا
أنا ابنُ الضاربينَ الهامَ قدماً ... إذا كَرِهَ المُحَامُونَ الضّرَابَا
ألَمْ تَعْلَمْ؟ وَمِثْلُكَ قالَ حَقّاً: ... بأني كنتُ أثقبها شهابا
like-empty