أبدرَ السماءِ وغيثَ السما – ابن الرومي
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما … ءِ لازلتَ حياً مُدالاً مُديلا
أتاني أنك راعيتني … وساءلتَ عني سؤالاً طويلا
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه … وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
ورفَّعتُ رأساً به خشعهُ … وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوة ٍ … عزيزاً وأضحى عدوي ذليلا
وأقسمتُ بالله أن لا يزا … ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه … وأنت ترى فيه رأياً جميلا
ويا لهفَ نفسي لما طلبْ … تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا
أيطلبني سيدٌ لا أزا … ل أبغي بجهدي إليه سبيلا
فأخْفى عليه ويخفى عليْ … يَ أي فدٍ بغاني مُغيماً مُخيلا
ليُمطرني مطرة ً لا يزا … ل عُودي منها وريقاً ظليلا
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت … فأبدتْ عويلا وأخفت غليلا
عزاؤكِ يا نفسُ لاتهلكي … فإن لأمرك أمراً أصيلا
وإن أمامك مندوحة ً … ومولًى كريماً ورفداًجزيلا
ومنْ شأنه أن إذا همْ … مَ ثمَّ مستكثراً أن يُرى مستحيلا
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له … بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا
أراه بحقٍ مليكاًعليْ … يَ مقتدراً ويراني خليلا
سيطلبني فضلهُ عائداً … كما يتتبّعُ سيلٌ مسيلا
جعلتُ بذاك سنا وجهِه … بشيراً وجودَ يديه كفيلا
ولن أتقاضاه حسبي به … على نفسهِ للمعالي وكيلا
ولست أرى شاعراً عادلا … يكون لسماه عندي عديلا
جعلت الصباحَ على نفسه … دليلاً لعيني وحسبي دليلا