أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ – ابن الرومي

أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ … وإن كنتُم تُمسون من حالِ باليا

أتَنْسونَ من يَرْعَى لكمْ كلَّ ليلة ٍ … نجومَ القوافي والنجومَ التَّواليَا

تُذيقوني حتى إذا ما تَشَوَّقَتْ … مُنايَ بدا لي مُنْكُ ما بدا ليا

فتذويقُ إشباعٍ هَذَى اللَّه سعيكمْ … وإلا فحسماً يتركُ القلبَ ساليا

أمبتورة ٌ عندي صنيعة ُ كاملٍ … وقد شَهِدَتْ آراؤه بكماليا

فتى ً زيدَ في الأخلاقِ والخَلْقِ بسطَة ً … بأمثالها نالَ الرجالُ المعاليا

أتمَّ له الإحسانُ حُسْنَ روائهِ … وأضحى من الإحسان والحُسْنِ حاليا

يقول لمنْ يلحاه في بَذْلِ مالِهِ … أَأُنْفِقُ أيامي وأُمْسِك ماليا

نسبناهُ والقوم الكرام إلى العُلى … فكان صريحاً والكرامُ مَواليا

لعَمْري لئن أضحى يَسُرُّ زمانَه … سناءٌ لقد ساءَ السنينَ الخواليا

ولم يَخْلُ من شوقٍ إلى وجهه غدٌ … فلا انصرفَ الأمسُ المُودَّع تاليا

فداهُ أُناسٌ أرخَصَ الحمدَ بُخْلُهم … وأعلى عطاياهُمْ فأضحتْ غواليا

يُجِدُّون أثواباً وما يَرْتَضُونها … ويَرْضُونَ أعراضاً رِماماً بواليا