أأبْصرتَ مني في المصانع قُبَّة ً – لسان الدين الخطيب

أأبْصرتَ مني في المصانع قُبَّة ً … تأنَّقَ فيى السَّعْدُ من كُلّ جانب

فتُتلى سُطورُ الكتْبِ فوْقيَى دائما … وتُعْرضُ من تحتي سطورُ الكتائِب

وفي ساحتي مَسْعًى لطالِبِ رحْمة ٍ … ومأمنُ مُرْتاعِ وموْقِفُ تائب

فقُلْ فيّى إني للمأمَّلِ كعْبة ً … وإن كنتُ قد أبْرزْتُ في زيِّى كاعب

أنا الغادة ُ الحسناءُ يُغْني جمالُها … عن الدّر من فوق الطُلَى والتَّرائب

وما الحُسْنُ إلا ما يكون طبيعة ً … بلا جُهدِ مُحْتالٍ ولا كسْبِ كاسِب

ومن آيتي أنّي على حالِ عِزّتي … قعدتُ ببابِ المُلْكِ مَقْعَدَ حاجِبِ

أُدِلُّ على ما حازَهُ من جلالة ٍ … وكم شاهِدٍ أبدَى محاسنَ غائب

فدامَ جميعَ الشَّملِ في ظِلّ نعْمة … من الله مَشْمولا بِحسن العواقب