آخر الوصايا – بهيجة مصري إدلبي
على قلقٍ يباغتني الرحيلُ … كأني لا أرى وأنا الدليلُ
يدور الوقت في اللاوقت حولي … ويقلقني الوجود المستحيلُ
أنا لغتي وماكانت حروفا … إذا تاهت يتيه بي السبيلُ
أنا حلمي حملت دمي نزيفا … أغني كي يعانقنا النخيلُ
أبايع غيمة لأنام فيها … فتحملني ويحملها الوصولُ
ولدت فأيقظتني الريح حزنا … وفي المنفى ليالينا تطولُ
أنا الماء احتمى بي مذ رآني … وناداني لرحلته الذهولُ
عرفت الموت ظلي من خلالي … وخلاّ فيه يكتمل الحلولُ
أنا وطني تمثل في خيالي … يلملمني على دمه الهديلُ
خذوا عني وصايا أغنياتي … لتشرق من أصابعنا الفصولُ
تركت لكم صباحاتي وصوتي … لأنهض حين يكتمل الصهيلُ
على هذي البلاد تفيض روحي … وفوق ثراها أحلامي تسيلُ
وهذي الأرض من دمنا جميعا … وطيب دم القصيدة لا يزولُ
” ثقوا بالماء” ياسكان صوتي … فللماء الرسالة والرسول ُ
هو المرآة يحفظنا ظلالا … يؤوِّلنا ويدرك ما نقولُ
ثقوا بقصيدتي برؤى خيالي … ففي رؤياي ينفرط الرحيلُ