يقولون تحيا – بدر شاكر السياب
وقد لفه الليل للمشرق
يقولون ما زلت تحيا أيحيا
كسيح إذا قام أعيا
به الداء فانهار لم تخفق
على الدرب منه الخطى يا أساه
و يا بؤس عينيه مما يراه
يقولون تحيا فيبكي الفؤاد
فلو لم يكن خافقا لاستراح
كطير رمى يجر الجناح
و قد مد عبر الربى و الوهاد
بعينيه في دوحة خلف تلك الظلال
سجا عشه فيه زغب جياع
إذا حجب الغيم ضوء الهلال
يقولون هذا جناح أبينا و قد عاد بعد الصراع
بوهرة
بقطرة
من الطل حتى يطل الصباح
كطير رمي يجر الجناح
أقضي نهاري بغير الأحاديث غير المنى
و إن عسعس الليل نادى صدى في الرياح
أبي يا أبي طاف بي و انثنى
أبي يا أبي
و يجهش في قاع قلبي نواح
أبي يا أبي
أبي يا أبي في صفير القطار
أبي يا أبي في صياح الصغار
خفاف الخطى يعبرون الدروب
بلا غاية يقطفون الثمار
و لا يطعمون ابنة جائعة
و لي منزل في سهول الجنوب
إذا كنت أسعى من السابعة
إلى أوبة الطير عند الغروب
فكي أطعم الجائعين
وراء نوافذه شاخصين
إلى الدرب أين الأب المطعم
أبي يا أبي و الدجى مظلم
و جيكور خلف الدجى و الدروب و خلف البحار
لا يوجد تعليقات حالياً