يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ – ابن الرومي

يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ … والمستجارُ به من نَوْبة ِ الزمنِ

وابنَ الذين بَنَوْا أساس دولتهم … على النبوة ِ والقرآنِ والسُّنن

أشدُّ ما بيَ مِنْ شَكْوٍ ومن ألم … فَقْدي جَنَى مقلتِي من وجهِكَ الحَسَن

وفوتُ ما كنتَ تُلقيه إلى أُذني … من فَضْلِ علم يُجَلَّى عنه باللَّسن

ومن بدائع ظَرفٍ ذاتِ أَوْشية ٍ … تَدُقُّ عن أن تراها أعينُ الفطن

كتبتَ طولاً بأبياتٍ وجَدْتُ بها … خِفَّا وقد كنتُ في ثِقْلٍ مِنَ المِحَن

وكيف أشكُر لُطْفاً ساقَ عافية ً … هيهاتَ ليس لذاك اللُّطْفِ من ثمن

وقبل ذلك بِرٌّ منكَ آنسني … حتى سلوْتُ عن الخُلان والوطن

أعجِبْ بِبرِّ تعلمتُ العقوقَ به … فما أحِنُّ إلى إلفٍ ولا سكنِ

يا زينَة الدين والدنيا إذا احتفلا … وأظهرا ما أعدَّاهُ مَنَ الزِّينَ

يا مَنْ يرى حاسدوُه أنَّ تَرْكَهُمُ … حسنَ الثناءِ عليه أعظم الغبن

نُعْماك عندى َ في مثواه مُعتَقَدٌ … والشكرُ عندك في مثواه مُرتهن

أجريتَ حُبِّيك بالذي اصطنَعَتْ … يداك عندي مجرى الرُّوح في البدن

أطال عمرَك في النعماءِ واهبُها … مقرونة ً لك والعلياءُ في قَرن

مُسَلِّمَ النفسِ والأحبابِ من مِحنٍ … تكدِّرُ العيشَ أحياناً ومن فِتن