يا دولة من بقايا الظلم طاف بها – أحمد محرم
يا دولة من بقايا الظلم طاف بها … عادي الفناء فأمسى نجمها غربا
زولي فما كنت إلا غمرة ً كشفت … عن النفوس وإلا مأتماً حجبا
زولي إلى مغرقٍ في البعد منقطعٍ … لا يستطيع له مستعتبٌ طلبا
عناية الله لا تبقي على دولٍ … يلقى الخلائق منها الويل والحربا
ترى الشعوب عبيداً لا ذمام لها … وتحسب الحق في الدنيا لمن غلبا
لا بد للشعب والأحداث تأخذه … من غضبة ٍ تفزع الأفلاك والشهبا
ما أيد الملك واستبقى نضارته … كالرفق والعدل ما داما وما اصطحبا
ما أضيع التاج يرمي الشعب صاحبه … بالمحفظات ويؤذيه بما كسبا
يبني المعاقل مغتراً بمنعتها … ويحشد القذف الفوهاء والقضبا
ويجلب الصافنات الجرد يطربه … صهيلها ويعد الجحفل اللجبا
حتى إذا انتفضت بالشعب سورته … أذله ما احتوى منها وما جلبا
أهي الشعوب تسوس الأرض أم نعمٌ … يسوسها النحر لا يرجو لها عقبا
اليوم ينعم بالأوطان مغتربٌ … ما هزه الشوق إلا أن وانتحبا
يفرق النفس في شتى مفرقه … من البقاع ويطوي العيش مرتقبا
ورب ناشئة ٍ في الحي باكية ٍ … أخاً ترامت به أيدي النوى وأبا
مهلاً فما ثم للباكين من شجنٍ … زال الشقاء وأمسى الضر قد ذهبا
يا منهض الملك إذ ريعت لكبوته … نفوسنا ومجير الشعب إذ نكبا
أدركت من مجده ما كان مستلباً … وصنت من عزه ما كان منتهبا
إن الجماهير في الآفاق هاتفة ٌ … تثني عليك وترجو عندك القربا
جزاك ربك خيراً إنها ليدٌ … من ظن أن سوف يجزيها فقد كذبا