يا بْنَ الزّبير ألمْ تَسمعْ لِذا العجَبِ، – أبو نواس

يا بْنَ الزّبير ألمْ تَسمعْ لِذا العجَبِ، … لم أقضِ منْه، ولا من حُبّه أربي

ذاك الذي كنتُ في نفسي أظُنُّ به … خيراً، وأرفعه عن سوْرَة الكَذِبِ

أضْحى تجنّبَ حتى لسْتُ أعْرفه، … وما اكتسَبْتُ بحبّي جُرْمَ مجْتنِبِ

فقل له: ذهب الإحسانُ ياسكني، … هبْني أسأتُ؛ فأين العفوُ يا بأبي؟

فقد كنتُ أحسبني أرقى بمنزلة ٍ ، … لا يُستَهانُ بها في الجدّ واللّعِبِ

حتى أتى منكَ ما قد كنت أحذرهُ … يردي إليَّ فأرداني ، ونكَّلَ بي

حتى متى يُشمتُ الهجرانَ حاسدنا ؟ … في كلِّ يومٍ لنا نوع من الصّخبِ

أما تنزّهنا عن ذا خلائقنا ؟ … أما كبِرْنا عن الهجرانِ والغضبِ ؟

والله لولا الحَيا ممّن يُفنّدُني، … لما نسبْتكَ ذا علمٍ وذا أدبِ