مهاريس أشباه كأن رؤوسها – الفرزدق
مَهَارِيسُ أشْبَاهٌ كَأنّ رُؤوسَهَا … مَقابِرُ عَادٍ، جِلّةُ البَكَرَاتِ
بِهَا تُتّقَى الأضْيافُ إنْ كانَ صَوْبُها … صَقيعاً على الأكْنافِ وَالحَجَرَاتِ
وَما كان مِنْ أوْطانِها دَحْلُ مِحْجنٍ … مَقاماً، وَلا قِيقاءةُ الخَبِرَاتِ
وَلنْ تَحضُرَ الجَرْعاءَ تَرْعى ثُمامُها، … وَلا تَرْتَعي بالدّوّ مِنْ خَرِبَاتِ
وَلَكِنْ بِعُثْمانِ البَسيطَةِ قد ترَى … بهَا بُدَّناً أفْخاذُهَا وَفِرَاتِ
وَقَدْ كانَ صَحْرَاوَا فُلَيْجٍ لها حِمىً … إذَا نَوّرَ الجَرْجَارُ بِالكَدَرَاتِ
مَناعِيشُ للمَوْلى الضَّرِيكِ وَلا تُرَى … عَلى الضّيْفِ إلاّ بَاكِرَ الغَدَوَاتِ
إذا اغْبَرّ أهْل الشّاءِ أشْرَقَ أهلُها، … وَكانَ لها فَضْلٌ مِنَ الأدَوَاتِ