من ظن أن الاستزادة في الهوى – ابن الرومي
من ظن أن الاستزادة في الهوى … تُؤدِّي إلى طول العداوة والحقدِ
ألا فليها حر حبَّه وعزيزه … ويصبرْ على بُعد يؤدي إلى القصْدِ
ولكنكُمْ كنتُم تريدون علّة ً … فهيَّجَكُمْ أدْنَى عتاب إلى الصَّدِّ
عبرتُمْ زماناً تطلبون قطيعتي … فأوجدْتُكُمْ ما تطلبون بلا عمدِ
رجوتُ صلاح القبْل بالبَعْدِ فانبرى … لنا ظلمُكُم فاستفسد القبلَ بالبعدِ
ومن حرك المعتلَّ عرَّضَ وصْله … وخُلَّته للصَّرْم والغدْرِ بالعهدِ
لعمري لقد غُرِّرْتُ حين اسْتَزَدْتُكُمْ … بما كان من عهدٍ ضعيفٍ ومن عقدِ
وكنت وماحاولته من زيادة ٍ … ومانالني من ذاك في جملة الودِّ
كطالب رِبْحٍ في سبيلٍ مخوفة ٍ … فأَوْرى بأصل المال والحرصُ قد يودى
وكم طالبٍ ربحاً إلى أصل ماله … فآب حَريباً أوْبَة الخائب المُكْدِي
ومن رام تشييد البناء وأُسُّهُ … ضعيفٌ فما يبنيه أَوَّلُ منهدِّ
وكنتم أعرتم فارتجعتُمْ وإنما … تؤول عَوارِيُّ المعِير إلى الردِّ