منكم إليكم مساعي المجد تنصرف – ابن دارج القسطلي

منكم إليكم مساعي المجد تنصرف … ونحوكم عنكم الآمال تنعطف

ورب مكرمة عي الكرام بها … أضحت ذلولا على أهوائكم تقف

وأين بالبحر عن مثواه منعرج … وأين بالنجم عن مجراه منحرف

من ذا ينازعكم أعلام مكرمة … والمجد متلد فيكم ومطرف

أم من يباريكم سبقا إلى كرم … والمجد متلد فيكم ومطرف

والنصر منسلكم والحرب مرضعكم … وشامخ العز والعليا لكم كنف

والحمد والشكر مخلوع عذارهما … فيكم وقلب العلا صب بكم كلف

والملك ملككم غاد فمنتظر … آت فمقتبل ماض فمؤتنف

من ذا يعد كقحطان الملوك أبا … والتبعين إذا ما عدد الشرف

من كل أبلج كالجوزاء مفرقه … في عقد تاج بعز الملك يكتنف

إن يهبوا يجزلوا أو يقطعوا يصلوا … أو يعقدوا عقد محروم الوفاء يفوا

إن سالموا الأرض كانوا غيث أمحلها … أو كلفوها توالي خيلهم عنفوا

وإن رضوا أشرق الليل البهيم بهم … ويكشف الموت عن ساق إذا أنفوا

لم يحملوا عيب ذي قال يعيبهم … في الجود والبأس إلا أنه سرف

هم الذين هم آووا وهم نصروا … لما أتاهم من الرحمن ما عرفوا

لا يقرع السن في ضنك المكر إذا … تقارعت فيه بيض الهند والحجف

وأبرز الموت عن مسود أوجهه … فالصبر يبعد والأقران تزدلف

ففاز قدحك بالفتح المبين ضحى … والكفر منتهب الأقطار منتسف

وأبت بالمفخر الأسنى يشيده … حق بسيفك للإسلام معترف

أمكنت من رقه الإسلام محتكما … فيها وأسلمها حران ملتهف

مخدع بأماني الغدر مكتئب … بالخزي مشتمل بالذل ملتحف

فات السيوف بشلو حائن ومضى … أمضى من السيف في أحشائه الأسف

فالفخر منتظم والملك منتقم … والحق منتصر والدين منتصف

أ في شيعة بين الخزي المحيط بهم … عن غب ما اجترحوا غدرا وما اقترفوا