مكسويني كتبت للناس درساً – أحمد محرم
مكسويني كتبت للناس درساً … عده الدهر من كبار عظاته
فيه سرٌ للعالمين عجيبٌ … تستحي الكيمياء من معجزاته
يهب الروح كل شعبٍ رميمٍ … لعب الدهر والبلى برفاته
فهو في نضرة الحياة فتي … يتهادى الشباب في خطواته
يمعن النهضة الأبية تشأى … غاية المضرحي في نهضاته
تسكن العاصفات عن جانبيه … وتطير الجبال في هبواته
وإذا ما رمى الزمان بخطبٍ … خضبته دماً سهام رماته
يطلب العز باذخاً تتهاوى … همم الطالبين عن قذفاته
تلك للشعب قوة ٌ وحياة ٌ … تملأ الخافقين من سطواته
ما عهدنا الخطوب ترحم شعباً … يقظات الخطوب من غفلاته
يفتك الظلم بالضعاف وتنجو … مهج الأقوياء من فتكاته
منع الليث أن يضام ويؤذى … ما تخاف الذئاب من وثباته
يا شهيداً شجا المشارق طراً … ما شجا الغرب من ضجيج نعاته
وسجيناً لم يطعم القوت حتى … طعم الموت من أكف سقاته
ينصب النفس للعذاب ويلقى … ما يذيب النفوس من سكراته
إذ يرى قومه أعز وأعلى … وحياة البلاد فوق حياته
أنت للحر سنة ٌ وكتابٌ … يستفيد المثال من صفحاته
صفحاتٍ تؤتي النفوس هداها … بالسنا المستفيض من كلماته
فيه روح اليقين لابن همومٍ … يستزيد الزمان من نكباته
صادق العزم والمروءة يهوي … كل عالي الذرى أمام ثباته
فيه عز الذليل يلقي عليه … عظة الدهر من أجل ثقاته
فيه ما ينفع الممالك من مأثور … آياته ومن بيناته
فيه ما يدفع المهدد عنها … ويرد المسيء عن سيآته
هدة البر كلها من قواه … وجحيم البحار من منشآته
قل لألفٍ من الأئمة يقضي … ألف شهرٍ في صومه وصلاته
أي دينٍ لصائمٍ أو مصل … في مروآته وفي مكرماته
دين حرٌ يموت في السجن جوعاً … ويرى العار أن يعيش لذاته
نكبة ٌ زلزلت لها دولة الحق … وللحق دولة ٌ من حماته
لو يرى الناس ما أرى حين أودى … لشرعت الصيام يوم وفاته
كلمات: فتى الشاطئ
ألحان: طلال مداح