لا تَشِم للمزنِ برقا – ابن الرومي
لا تَشِم للمزنِ برقا … إن نأى المُزن فسُحقا
وانتجعْ أُفق بني حم … اد الأنْدَين أُفقا
شائماً فيهم بروقاً … من كريمٍ صيغ طلقا
لَبِقاً بالمجدِ طَباً … خَرِقاً بالمالِ خِرقا
يشتري الحمدَ فيُغلى … وهو الأربحُ صفقا
شمْ بُروق الحَسن الأَح … سنِ أخلاقاً وخُلقا
سيدٌ من آل حما … دٍ مُرَعّى ومُسقَّى
عمِّ ألطافاً وبِرّاً … إذ جفا الدهرُ وعقَّا
أصلحَ اللَّه وأعلى … آل حمادٍ وأبقى
وحَباهُم بنماءٍ … يمحقُ الحُساد محقا
فقأ اللَّه عيوناً … نحوهم خُضراً وزُرقا
من أناسٍ أصبحوا … في دينهم سوداً وبُلقا
خافقي الأحشاءِ طارتْ … تِلكُمُ الأحشاءُ خَفُقا
حَسَدوا أذكى وأزكى … أنفساً منهم وأتقى
ولشتَّان لعمري … بين من يهوِي ويرقى
ليس من يذهب عُلواً … مثل من يذهب عمقا
آلُ حماد أناسٌ … كَرمُوا فرعاً وعِرقا
جعلوا الأعراضَ بَسلاً … وعُروض المالِ طَلقا
فإذا الغاياتُ مُدَّتْ … برزوا في المجد سبقا
يابن بيت الحُكم والحك … مة ِ والنعمة ِ حقا
يابنَ من أصبح بين ال … حَقِّ والباطلِ فَرْقا
شَهد اللَّه يميناً … تنتُقُ الأجيال نتقا
أنَّ إسماعيل يَهدي … هَدْيَ إسماعيل صِدقا
رُبَّ حُكمٍ منه قد أض … حى لحكم اللَّه وفقا
ألجمَ الظُلمَ فأدمى … حنكاً منه وشِدقا
يا عليّاً يتكنَّى … بعليٍّ عشْ مُوقّى ً
كم فعالٍ لك أضحَى … لعبيدِ القُوتِ عتقا
ثم لم تتركه حتى … صار للأحرار رِقا
ليس عن عمدٍ ليشقَوا … بكَ من دائك يُشقَى
بل لك المَنُّ الذي أص … بح للأعناقِ رِبقا
كم نظيرٍ لك في الثر … وة ِ أكدى حين أبقى
رُحْت كَيْ تَجْبر عظماً … وغَدَا يَنْهشُ عِرْقا
والفتى الأوسعُ صدراً … يَفْضُل الأوسَعَ خُلْقا
يابن إسماعيلَ فَوْزاً … سُدْت من أفْصَح نُطْقا
حَسْبُنا بِشْرُك بَرْقاً … ونَدَى كَفَّيْك وَدْقا
بَخْبَخٍ أيِّ سحابٍ … بخبخٍ وَدْقاً وبَرْقا
آلَ حمادٍ غَدَوْتُمْ … أخصلَ الرامين وشْقَا
هنَّأ اللَّه وليّ الْ … عَهْد مِنكم ما تلقَّى
فلقد لُقِّي نُصْحاً … مِنْكُم لم يكُ مذْقا
أنتمُ أصلحتُم الشر … قَ وقد كان مُلَقّى ً
كادتِ الأرضُ تُشقَّى … مِنْ دِماءٍ وتُسَقَّى
فسعيتُمْ لصلاحِ ال … أمرِ سعياً سدَّ بَثْقا
ورَفأْتُم فيه للملْ … كَة والدولة خَرْقا
ورقيْتُم حية السل … طان والحيّاتُ تُرقَى
فرتَقْتُم منْه فَتْقاً … وفَتقْتُم منْه رَتْقا
وكشفْتُم ظُلماتٍ … لم تدعْ للناس شَرقا
لا عَدِمْتُم عندَ أمرٍ … مُعْضلٍ رَتقاً وفَتْقاً
تلك مَسْعاة ُ أُناسٍ … جَمَعُوا حَزْماً ورفْقا
قَرْمطتْ في المجد أَيْدٍ … ومشَقْتُم فيه مَشْقا
لستُ أختارُ على شِقْ … ق أراكمُ فيه شقا
ما أرى مَدْحي لمجْدٍ … غيرِ ذاكَ المجد لفْقَا
أنْتُمُ الحُكّامُ والأَعْ … لامُ والأَعْلَونَ مرْقى
وبكم يستفْتحُ الرزْ … قَ مَن استفتحَ رِزقا
لو خلا الأبرارُ منكم … أصبحَ المشرَبُ رنْقا
أو خلا الفُجار منكم … ملأوا الآفاقَ فسْقا
فبقيتم لصلاحٍ … بكُمُ لا شك يَبْقَى
تَفْلِقُون الهامَ والأف … هامَ بالأحكامِ فَلْقا
تُوسعون الناسَ تنفِي … ساً وأهلَ الظُّلمِ خَنْقَا
ما يُسيءُ الرأيَ فيكمْ … رجلٌ يحملُ طِرْقا
لا تَعُدوا حِذْقَ مُطري … كُمْ وإنْ برَّز حِذْقا
إنَّما صادفَ دُرّاً … في بُحُور فتنقَّى
منكمُ حَلاَّكمُ الما … دِحُ ما جَلَّ وَدَقَّا
وجدَ المجْرَى دميثاً … فجرى لا يتوقى
لو تعدَّاكُم لأَعْيا … ما تأنَّى أو لَشَقَّا