كم يلزم من موت لنكون معا – محمد القيسي

رجل وامرأة ورصيف

رجل ورصيف

رجل ،

والدائرة بعيدة

أسراب حمام تعبر تحت قباب السنة وحيدة

القلب وحيد

والأغنية وحيدة

شجر الصفصاف يحدّثني عنك ويأخذني

من صدر قميصي ،

لأرى آخر ظلّ يبعد وراء الغابة ،

ويغيم

لأرى أو أحلم أنك في منعطف ما

في مقهى ما

أو بعد قليل يبزع قمر ،

ويضيء إليك طريقي

يأخذني هذا الصفصاف الكاذب ،

يأخذني من صدر قميصي ،

فأرى :

كم أنّ الدائرة بعيدة

كيف أفسّر هذا الوقت إذن

كيف أرى الأوراق ، أرى وجهك ،

أو أتسّمع صوت رحيلك ،

أية قاطرة تعبر ،

أي دم لوّن كلماتي

وانتشر على ساحة قلبي

هل ثمّة مدن أخرى ،

حتى أدخل بوابة كلّ مدينة

وأنادي أو أسأل عن طير الماء

عن طيف أبيض ،

عن موجة

في ثوب صنوبرة ،

أدعوها مريم

وبمن أستأنس من وحش البريّه

لآحدّثه ،

ويجالسني ؟

لا لغة لي توصل هذا الصمت ،

مراسيمي اليوميّة تبدأ بالفقدان

تبدأ بالعتمة والمزمار

أنزف .. أو

أتلو آيات في القمح وحيدا

كم يلزم لصراخي هذا

حتى يصل مساحاتك يا مريم

كم يلزم من موت ، لنكون معا

كم يلزم من عمر ،

حتى أتلّمس بيديّ الناحلتين ،

عناقيد نبيذك وأفيق

كم يلزم من ورق ،

حتى تكتمل شروقية روحي

وتليق بهذي الحمّى المنسكبة من جدول خصرك ،

وفضاء أصابعك الذاهل

يا مريم من فينا المقتول ،

ومن فينا القاتل ؟