عَوْدة التنّورة المزركَشة – نزار قباني

ضِيقي .. مع التَيَّار ، واتَّسِعِي

وتَفَرَّقي ، ما شئتِ ، واجْتَمِعي ..

طيري ، حقيبةَ أنْجُمٍ ورؤىً ..

يا .. يا مُغَامَرَةً مُصَوَّرةً ..

لَتَلُمُّكِ الأحداقُ .. إنْ تَقَعِي ..

وتَثَاءَبي ، يا بَوْحَ مَزْرَعَةٍ

أنا والرياحُ عليكِ ، فارْتَفِعِي

وتَمَسَّكي بمَحَطِّ خاصرةٍ

زُنَّارُها يبكي بلا وَجَعِ

لمَّا رأونا في الطريق معاً

قالوا : صَنَوبَرةٌ تسيرُ معي !

إن تَحْتَمي من عَصْفِ عَاصِفَةٍ

بِيَدَيْكِ .. ما يَحْمِيكِ من طَمَعي؟

جَبَليةٌ .. نَهبَتْ مواسِمَنَا

فبلادُ آبائي هُناكَ تَعِي ..

شالَ الهواءُ بِبَيْدَرٍ مَرِحٍ

مِنْ موطن الموَّالِ مُنْتَزَعِ..

زَهَراتُ ليمونٍ ، تُطرِّزُها

كُلْ يا فُضُولي الخَيْطَ .. إن تَجُعِ ..

وامْضَغْ ثُلُوجَ الرُكْبَتَيْنِ .. فإنْ

رَحَلتْ فُصُولُ الثلج .. فَاخْتَرِعِ..