سراب – عدنان الصائغ
سرابٌ أم بحرٌ أم مرآةٌ... هذه المرأةُ التي نزفتُ لأجلها أجملَ سنواتِ عُمري على الورقِ (ما فائدة أنْ تحتفظي بأوراقي الآن... أَلِأجلِ أنْ تقولي لصديقاتكِ: كان يُحِبّني هذا الشاعرُ حبّاً مجنوناً؟)... المرأةُ التي بَدَّدتني كالرملِ في قبضةِ البحرِ، وملامةِ ال
أكنتِ تَحسِبين خطواتكِ معي إلى حدود عتبةِ البيتِ المُؤثَّثِ، وعندما اكتشفتِ أنْ لا بيتَ لي سوى الشوارع، ولا أثاثَ عِنْدي سوى القصائدِ، ولا كريستالَ سوى الدموعِ... غادرتني إلى أقربِ بيتٍ مُؤثَّثٍ، وقرَّرتِ أنْ تكوني منطقيَّةً، أنْ تنفصلَ خطواتنا: أنتِ إلى
وتركتِني لوحدي أواجهُ عواصفَ الذكرياتِ ونصالَ الآخرين بقلبي الأعزلِ... عارياً ويتيماً ووحيداً على ضفَّةِ البحر، وقد أحرقتُ كلَّ سفني... أَتَلَفَّتُ إليكِ تلوّحين لي من الضفَّةِ الأخرى وقد رجعتِ بسفنكِ العامرة...
أيّتُها النساءُ، يا مرايا الخديعةِ، أَيّها السرابُ، يا عَرَقٌ ومكرٌ وتُفّاحٌ، ها أنَّنِي أفتحُ أزرارَ قميصي لرياحكنَّ المتقلّبةِ غير مبالٍ بالطعناتِ أو الرمادِ، مُلتذّاً بهذا العَبقِ الذي يُذَكِّرُني بغاباتِ طفولتي المنسيَّةِ، حيثُ أمّي تَغزِلُ أغصانَ الص
أيّتُها النساءُ، يا وجعاً دائماً، ولذَّةً عابرةً، يا ضياعاً، يا شكولاتا، يا أرصفةً، يا نَعْنَاعاً، يا حبلَ غسيلٍ، وبصلاً، ودلالاً، وشرشفاً، يا قَارَّةً ثامنةً أقرب بأنفاسها إلى خطِّ الاستواءِ أو الجحيمِ منها إلى قطبِ قلبكِ المنجمدِ... يا دولابَ ذكرياتٍ وف
أيّتُها النساءُ... أيّتُها النساءُ... يا أنتِ...
كلمات سراب
قسم: عدنان الصائغ
لا يوجد تعليقات حالياً