روحٌ تعدّنَ، قضّي اليَومَ وانتظري – أبوالعلاء المعري
روحٌ تعدّنَ، قضّي اليَومَ وانتظري … غَداً، لعَلّيَ فيهِ أُدرِكُ العَدَنا
وديدنُ الجَدّ مملوكٌ، تُنافرُهُ … كلُّ النّفوسِ، وتَهوَى اللّهوَ والدَّدنا
فدًى لنَفسِك نَفسي، آوني جَدَثاً … منَ الخَفيّاتِ، لا قَصراً ولا فَدَنا
وابدأ بُبدْنِكَ، فاهضُمْ منهُ طائفَةً، … من قبلِ سَوِقكَ، في أصحابك، البَدنا
فإنّ جَنّةَ عَدْنٍ لا يُجادُ بها … إلاّ لصاحب دينٍ، في أذًى عُدِنا
لَيثٌ كفادِر فِزرٍ، لبسُهُ شَعَرٌ، … وكالرُّدينيّ آلى يَلبَسُ الرَّدَنا
والعيشُ، يُلقى بصَخرٍ من يُمارِسُهُ، … ولنْ يَدومَ على حالٍ، إذا لَدُنا
تَحَسّمَتْ منهُ أيّامٌ مُنَغِّصَةٌ، … من بعدِ ما ودّ في ودّانَ، أو ودَنا
والغَيُّ ثَوبٌ، إذا لم يَستَلِبْ رجلاً، … بالرّغمِ، لمْ تَحسُرِ التّقوى له رَدَنا
كالدُّرّ يُمنَعُ منهُ الطّفلُ، مقتَسراً، … ولم يُجانِبْهُ منْ زهدٍ، وقد شدَنا
أمّا الشّرور، فلنْ تُلفى بمُقفِرَةٍ، … إلاّ قَليلاً، ولكنْ تألَفُ المُدُنا
إنّي لعَمرُكَ، ما أرجو، لعالَمِنا، … هدًى يُثبِّتُ، في أفنائنا، الهُدَنا
والحَظُّ أغلَبُ، كم بَيتٍ لمكرُمَةٍ، … سدًى، يظلُّ، وبيتٌ للخَنى سُدِنا