بِساعةِ الاحتضارِ – بنت الهدى الصغرى

بِساعةِ الاحتضارِ
بكَيتُ وحدتي
انتظرتُ إخوتي
قُبيلَ مَوتِيَ

ومع جَوى الانتظارِ
نطَقتُ كِلمتين
عباسُ وحُسين
وغابَ صَوتيَ

تُرى إذا أسبلتُ رَمشي
أهَل يَجيء كافِلي
وفي جنازَتي أيَمشي
ليحرُسَ الدروبَ لي
بِلا يدٍ يُعَلّي نَعشي
يُعينُهُ أبي علي

قُم لي ساعة
يا عباسي
تحتَ التُّربة
وَسِّد راسي

_

كأنّما مِن بعيدٍ
في وَحشةِ المسا
صوتٌ من الأسى
مَن كانَ يا تُرى

سمعتُهُ راحَ يتلو
والصوتُ ينحَبُ
عُذراً يا زينبُ
أنا على الثرى

لا تعتَبي أرجوكِ اختاه
لا تسألي الكفيلُ أين
وإنّما تَدرين حالي
لا رأسَ لي ولا يدين
ودامياً هناكَ مولاي
الا فأًعذُري الحسين

سهمُ العينِ
لا يُؤذيني
بل عيناكِ
لو تَبكِيني

____

لا لا اموتُ ولكن
أشُدُّ رَحلِيَ
لأنَّ قلبيَ
حنَّ أخي لكُم

وإنّما ذُقتُ حقًّا
مرارةَ الفَنا
لا ليسَ ها هُنا
بل في فِراقكُم

فمرّتينِ مُتُّ حُزنا
آهٍ بأرضِ كربلا
لمّا رأيتُكَ هويتَ
مقطَّعاً مُرَمَّلا
ومرّةً حينَ اللعينُ
بصدرِ سيّدي علا

في ارضِ الشام
يغدو قبري
لكن روحي
عندَ النَّهرِ

كلمات: بنت الهدى الصغرى