بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ، – أبوالعلاء المعري
بني آدمٍ بئسَ المعاشِرُ أنتمُ، … وما فيكمُ وافٍ لمقتٍ، ولا حبِّ
وجدتكمُ لا تقربون إلى العُلا، … كما أنّكمُ لا تبعدونَ عن السّبّ
ولم تكفكم أكبادُ شاءٍ وجاملٍ، … ووحشٍ إلى أن رُمتمُ كَبِدَ الضّبّ
فإن كان ما بينَ البَهائمِ قاضياً، … فهذا قضاءٌ جاءَ من قِبَلِ الرّبّ
ركبتم سفينَ البحر، من فرط رَغبةٍ، … فما للمطايا والمطهَّمةِ القُبّ
وكلُّكمُ يبدي، لدنياهُ، نَغْصَةً، … على أنه يخفي بها كَمدَ الصّبّ
إذا جولِسَ الأقوامُ بالحقّ أصبحوا، … عُداةً، فكلُّ الأصفياءِ على خِبّ
نشاهدُ بيضاً منْ رجالٍ، كأنّهمْ … غرابيبُ طيرٍ، ساقطاتٍ على حَبّ
إذا طلبوا، فاقنعْ لتظفرَ بالغنى؛ … وإن نطقوا، فاصمتْ لترجع باللُّبّ
وإن لم تُطِقْ هِجرانَ رَهطِكَ دائماً، … فمن أدبِ النّفسِ الزّيارةُ عن غِبّ
ويدعو الطبيبَ المرءُ، وافاهُ حَينُهُ؛ … رُوَيدَك إنّ الأمرَ جلّ عن الطّبّ