الله أكبر باسم الله أهديها – أحمد محرم
الله أكبر باسم الله أهديها … تحية ً أنا أولى من يؤديها
مصر التحية هز الفتح شاعرها … فاهتز يسمع قاصيها ودانيها
حي الغزاة وبشر أمة ً صدقت … آمالها وجرت سعداً أمانيها
تلك الحياة لشعبٍ ظل يخطئه … مجد الحياة وتعدوه معاليها
أودى به حكم أقوامٍ جبابرة ٍ … أغرى سياستهم بالظلم مغريها
لا عهد أشأم من عهدٍ لهم جمحت … فيه النفوس وضلت في مساعيها
تلقى الشعوب مناياها وما جهلت … أن المعارف والأخلاق تحييها
إني لأعلم ما جر الزمان على … أخلاق قومي ولكني أداريها
وكيف أطمع في إصلاح ما جمعت … من المعائب والقانون يحميها
لاذ الغواة به واستعصمت فئة ٌ … شر الكبائر من أدنى مساويها
تدين بالشر والديان زاجرها … وتدمن السوء والقرآن ناهيها
تبيت آياته غضبى مروعة ً … وما يخاف عذاب الله غاويها
هي السبيل إلى الرضوان لو وضحت … واستنت القوم تترى في مناحيها
يا أمة ً أفزع الأجيال نادبها … وروع الدهر والحدثان شاكيها
كفي العويل وغضي الطرف واحتفظي … بعبرة ٍ ضاع في الأطلال جاريها
أما ترين شعوب الأرض هازئة ً … يومي إليك من الأقطار زاريها
أكلما نزلت بالشرق نازلة ٌ … أرسلت عيناً يمج الحزن باكيها
ويح الضلوع أما تشفى لواعجها … ويح القلوب أما تروى صواديها
ويح النوائب والأرزاء ما فعلت … بأمة ٍ أخذتها من نواصيها
إن كان قد أشمت الأعداء حاضرها … فربما كبت الحساد ماضيها
ما للشعوب إلى العلياء منتهضٌ … حتى يجد على الآثار ساعيها
لا ذنب للدهر فيما نال من أممٍ … جد النضال فلم يغلبه راميها
تعدو الخطوب فنشكوها وما ظلمت … فيما لقينا ولا جارت عواديها
نحن الجناة علينا لا غريم لنا … إلا النفوس التي أربت مخازيها
لنا الأكف التي يعتز هادمها … ويحمل الذل والحرمان بانيها
لنا النفوس يضيم الدهر سافلها … ولا يؤوب بغير الضيم عاليها
لنا الوجوه يباباً ما يلم بها … طيف الحياء ولا يمشي بواديها
لنا القلوب مراضاً ما يفارقها … داء الحقود ولا يرجى تصافيها
ارى مشاهد من قومي مبغضة ً … يرضى العمى ويود الموت رائيها
أرى قصوراً بضم العار شامخها … أرى طيالس يخفي السوء غاليها
هاجوا الغليل على حران مكتئبٍ … معذب النفس والآمال عانيها
لا يرفع الصوت يدعوهم لمنقبة ٍ … إلا تنافس قومٌ دونهم فيها
أين السيوف لأعناقٍ بها زورٌ … لولا الحفاظ أقامته مواضيها
هي الدواء الذي يرجى الشفاء به … لأنفسٍ حار فيها من يداويها
أعيت على نطس الكتاب علتها … فارتد يعثر بالأقلام آسيها
وأعجزت من بباني كل معجزة ٍ … تكاد تنهض بالموتى قوافيها
ويلمها أمة ً في مصر ضائعة ً … الخسف مرتعها والذئب راعيها
ما ترفع الراس إلا غال نخوتها … تهدار مضطرم الأحشاء واريها
ولا تطاولت الأعناق من شممٍ … إلا علتها يد الجلاد تلويها
ولا ابتغت صالح الأعمال ناهضة ً … إلا انبرى ناهض العدوان يثنيها
ولا علت راية ً للعلم تنشرها … إلا تلقفها دنلوب يطويها
قالوا الصنائع للأقوام مرتبة ٌ … ما في المراتب من شيءٍ يساويها
قلنا صدقتم وفاضت ديمة ً ذهبٌ … رنانة الورق يشجي الورق هاميها
كأن إسحاق يشدو في هيادبها … أو معبداً يتغنى في عزاليها
كانت ألاعيب أقوامٍ قراضية ٍ … لها مآرب في مصرٍ تواريها
أين الصنائع هل جاءوا بواحدة ٍ … تغني البلاد وتعلي شأن أهليها
من حاجة اللص بيتٌ لا سلاح به … وليلة ٌ يحجب الأبصار داجيها
والظلم للضعف جارٌ لا يفارقه … فإن رأى قوة ً ولي يجافيها
هذا لنا ولهم فيما مضى مثلٌ … وإنما يضرب الأمثال واعيها
لا تبلغ النفس ما ترضى نوازعها … حتى تكون المنايا من مراضيها
إذا أضاع بنو الأوطان حرمتها … فمن يغالي بها أم من يراعيها
وإن همو كشفوا يوماً مقاتلها … فلا تسل كيف يرميها أعاديها
شر الجناة وأدنى الناس منزلة ً … من خان أمته أو راح يؤذيها
يا أمة ً تاجر الأعداء بائعها … وتاجر الله والمختار شاريها
خوضي غمار الخطوب السود وارتقبي … فلك العناية إن الله مزجيها
ويح العهود أصاب الخسف ذاكرها … وآب بالبر والإكرام ناسيها
ويح الكنانة خانت عهدها فئة ً … بالمخزيات حياءٌ من مآتيها
ضاق السبيل على الأعداء فاتخذت … أيديهم السبل شتى بين أيديها
ترى الحياة بأيديهم وتحسبها … طعام جائعها أو ثوب عاريها
جناية ٌ أفزع المختار واصفها … وروع البيت ذا الأستار جانيها
حرباً علينا وسلماً للألى ظلموا … تلك الكلوم يمج السم داميها
بالغدر آناً وبالإغراء آونة ً … وبالنمائم تؤذينا أفاعيها
وبالشماتة إن مكروهة ٌ عرضت … واسترسلت آل نمرٍ في دعاويها
ما بشرتنا بمحبوبٍ وما برحت … ينعى إلينا حماة الملك ناعيها
مرت بنا من أفاعيل العدى حججٌ … صمٌ مصائبها عميٌ دواهيها
الحشر روعة يومٍ من روائعها … والدهر ليلة سوء من لياليها
تغري بنا الموت حتى ما يدافعه … إلا اليقين وآمالٌ نرجيها
ما أبغض العيش إلا أن تجمله … سودٌ يدمر صرح البغي ذاريها
تقضي فيمسح عهد الظلم عادلها … عنا ويمحو زمان السوء ماحيها
متى أرى الجيش كالتيار مندفعاً … بكل ملتطم الغارات طاميها
ترمي السدود سراياه ويقذفه … من الحواجز والأسوار عاتيها
متى أرى الخيل تحت النقع يبعثها … قوداً مضمرة ً تسمو هواديها
يا أمة ً محت الأيام نضرتها … وصكها الدهر فاندكت رواسيها
فكي الأداهم والأغلال وانطلقي … تلك النجاة دعاك اليوم داعيها
طاح الذي وأد الأقوام وانبعثت … من القبور شعوبٌ روعت فيها
يمشي على شلوه المأكول رائحها … ويحتذي سيفه المغلول غاديها
لكل شعبٍ ضجيج حول مصرعه … وللممالك أعيادٌ تواليها
ضارٍ من الوحش لو يسطيع من كلبٍ … لم تنج منه الدراري في مساريها
دامي المخالب والأنياب ما عرضت … له الفريسة إلا انقص يفريها
ما زال يأكل حتى اكتظ من شبعٍ … وانشق عن أممٍ ينساب ناجيها
يا دولة الظلم يرمينا تطاولها … بالمزعجات ويشجينا تماديها
شدي الرحال وزولي غير راجعة ٍ … تلك الكنانة جاءتها مواليها
تمت روايتها الكبرى وأودعها … خزائن الدهر والأجيال راويها
هل كان عهدك إلا غمة ً كشفت … أو غمرة ً ذهبت عنا غواشيها
ما بين مصرٍ وآمالٍ تراقبها … إلا ليالٍ مضى أو كاد باقيها
تراكمت ظلمات الخطب فانبلجت … طلائع الفتح بيضاً في حواشيها
نهضت أو جاشت الأعراق تنهض بي … إلى سيوف بني عمي أحييها
أسباب دنيا ودينٍ بيننا اجتمعت … بعد التفرق وانضمت أواخيها
قال الوشاة تمادى عهدها فهوت … أين الوشاة وأين اليوم واهيها
إذا النفوس تناءت وهي كارهة ٌ … كان الهوى والتداني في تنائيها
الله أكبر جاء الحق وازدلفت … جندٌ ملائكة ٌ يعتز غازيها
المصحف السيف والآيات أدرعها … والقائد الروح والمختار حاميها
من ذا يصارعها من ذا يقارعها … من ذا يدافعها من ذا يناويها
خلوا السبيل بني التاميز واجتنبوا … أسداً تفر المنايا من ضواريها
دعوا الخلافة إن الله حافظها … وإن بأس بني عثمان واقيها
يمشي الزمان مكباً تحت ألوية ٍ … راموا السماء فنالتها عواليها
صانوا الكتاب فصان الله دولتهم … واستؤصلت دولٌ بالسوء تبغيها
أمست حديثاً وأمسى كل معتمرٍ … فيها طلولاً يناجي البوم عافيها
إن السيوف سيوف الترك ما برحت … تحمي حماها وتمضي في أعاديها
كانت لويلسون نوراً يستضيء بها … في ظلمة الحرب لما ضل هاديها
لما مضى القوم في أحكامهم شططاً … أوحى إليه صواب الحكم موحيها
لاذوا به وأذاعوا كل رائعة ٍ … من الأحاديث تضليلاً وتمويها
سجية ٌ لبني التاميز نعرفها … وخدعة ً لم تغب عنا مراميها
كم روعوا مصر بالأنباء لو صدقت … لم يترك اليأس حراً في مغانيها
دانوا لحكم الرقاق البيض إذ طلعت … يملي عليهم عهود الصلح ممليها
واستسلموا طوع جبارين ما غضبوا … إلا أطاع من الجنان عاصيها
هزوا الممالك في أيمانهم فهوت … عروشها الشم وانهارت صياصيها
لهم علينا حقوقٌ لا نقوم بها … الله يشكرها عنا ويجزيها